الراية التي يرفعها الجمهور الرياضي وصرخات قدوري ومهدي الكرخي
بغداد ـ وداد إبراهيم :
احمد راضي سنوات وانت تحصد أكبر الأهداف والانتصارات لماذا لم تقاوم الجائحة لخمسة أيام، مهمتك ان تكون موجود، وها انت موجود بوضوح وقد اجدت القيام بمهمتك. وكأن العالم لن يكون يوما ملك للأنقياء.
هل نستطيع ان نتخطى النورس احمد راضي؟ من منا لم يعرفه؟ من منا لم يعرف ان هذا الطائر النورس الذي بدأ في عمر الصبا مع الزوراء امام نادي الطلبة في مباراة انتهت بنتيجة 3-1 للزوراء لأنها كانت بداية انطلاق الشهرة والنجومية له، احمد راضي أخذ العراق الى بطولات كروية حين كانت حرب الخليج تدق طبولها، وابواقها تزعق في قلوب العراقيين فيأتي احمد راضي بأهداف تأخذ العراق الى بطولات، بل ويحصد القاب منها (هداف البطولة) و(أفضل لاعب) وهو في مقتبل العمر.
احمد كنت في بداية العشرينات من عمرك ودخلت الكرة العراقية، في حقبة كانت تعنيك بشكل كبير وكأنك مصنوع من امكنة واهداف ولهاث ومطاردات للأهداف، بحق لم تنجب الكرة العراقية هداف مثلك.
لم اكتب في مجال الرياضة يوما، عملت في مجال الفن والتراث والمسرح ولم اقترب من الرياضة، لم اكتب عن نوارس وابطال يتسابقون لحصد هدف ليرفع اسم العراق، لم اعرف يوما كيف أصف بطولاتك وانا اعرف انك قدمت للعراق اجمل الأهداف في مرمى (بفاف البلجيكي) بعد ان اخترت الفراغ الموجود في الزاوية البعيدة معلناً هدفاً تاريخياً للعراق في الدقيقة 56 بعد أن تقدم البلجيكيين بهدفين في الدقيقتين (16 و20). جعلت الكرة العراقية مثالية مثلما يجعل المرء احب الأشياء له رمزا.
كنت الشوارع الخلفية لمدينة رياضية مبهرة، كنت الراية التي يرفعها الجمهور الرياضي كنت صرخات المشجعين قدوري ومهدي الكرخي انت الوازع لكل صرخات المشجعين لأنك كنت العاشق المجنون للكرة العراقية.
التقيته في البرلمان أنجزت له لقاء عن المهام والساحة الجديدة التي دخلها بعد ان ولج الحياة السياسية، وبعد ان أصبح رئيسا في لجنة الشباب والرياضة، كم كان جميلا وراقيا وانيقا في كلامه كل هذا وهو في السياسة فكيف كان وهو رياضي. عشت سنوات تحصد القاب واهداف لتأتي جائحة كورونا تحصد كل هذا الجمال والحب والقوة في خمسة أيام من يوم 16حزيران الى يوم 21 لتنتهي حياتك، وتطبق الجائحة على هذه الرئة التي كانت تستنشق حب العراق وانتصاره ضاقت رئتك بشراسة كورونا وجعلتك تبحث عن هواء نقي وتغادر المستشفى فتعيدك كورونا جثة هامدة. تغمدك الله فسيح جناته ولأهلك ومحبيك الصبر والسلوان.