احلام يوسف
في رحلة حياتنا نصادف امور عدة تحتاج منا الى اتخاذ قرار بشأنها، وبعد اتخاذ القرار وتنفيذه اما ان نحمد الله على صواب الاختيار او نندم لأننا لم نترو قبل حسم القرار.
بعض الاشخاص بشتى اعمارهم ومراكزهم الوظيفية تحدثوا عن بعض القرارات التي ندموا عليها وظلوا حتى بعد عقود من الزمن يحلمون بيوم يرجع بهم الزمن كي يغيروا خيارهم.
قرار الزواج، كان اكثر قرار ندم اصحابه عليه “ممن ادلو بدلوهم” ومنهم مهند الموسوي اذ قال: القرار الوحيد الذي ندمت عليه في حياتي او اكثر قرار اثر علي وندمت عليه، الزواج، ليس كمؤسسة اجتماعية بل فيما يتعلق بالعمر، اذ تزوجت وانا بعمر 20 عاما، وبرغم معارضة الاهل لموضوع زواجي بهذا العمر لكني بقيت مصرا لاني خفت ان تتزوج حبيبتي بغيري، وتزوجت وبين ليلة وضحاها وجدت نفسي مسؤولا عن عائلة، لم اكن افقه معنى هذه المسؤولية، لم ادرك ان الزواج يحتاج الى امور اخرى غير الحب.
وتابع: تزوجت في بيت اهلي وكنت ما زلت طالبا جامعيا، اذ كنت معتمدا على ابي “وضعه المادي جيد” بان يتكفل بمصروفي انا وزوجتي، بمرور الوقت وبعد ان تخرجت ولم احظ بفرصة عمل الا بعد ثلاث سنين شعرت خلالها بالذل وانا اطلب المال من ابي ومن ثم بدأت اوصي امي لتطلبه بدلا عني، ما حول حياتي مع زوجتي الى جحيم فكنت اتشاجر معها لأتفه الاسباب بسبب توتري الدائم، وعشت سنوات على هذا الحال، ما دعاني لان القن اولادي “ثلاثة اولاد” بضرورة ان يضمنوا لأنفسهم حياة مستقلة ومن ثم يفكروا بالزواج، واخبرتهم وبنحو قطعي اني لن اقدم لهم المساعدة باي شكل من الاشكال الا موضوع المهر.
اما سهيلة ياسين فندمها على الزواج كان لأسباب اخرى اذ قالت: اعض اصبع الندم يوميا، والوم نفسي واشتمها كثيرا على قرار زواجي، فقد وقفت معه في بداية حياتنا الزوجية، اذ كان يعمل باجر يومي، وانا بحكم دراستي في معهد التمريض بدأت اعمل كممرضة والحمد لله وضعنا المادي تحسن بصورة لم اتخيلها يوما، فاشتريت قطعة ارض – كنا نعيش في الطابق العلوي من بيت اهله – وبنيتها واكتمل بناء البيت بعد ثلاث سنوات، فطلب مني ان اسجل البيت باسمه بحجة ان اهله سيستصغرونه وانه لن يرضى بان يعيش في بيت زوجته، ولاني احبه جدا وافقت ولم اقبل الا ان ارفع رأسه واعلي من شأنها فكتبته باسمه، وبعد سنتين او اقل، بدأ تعامله معي يتغير، ومن دون سابق انذار اخبرني انه تزوج بامرأة اخرى، فاكتشفت اني كنت مغفلة، وان كل المحبة التي كان يظهرها لي كانت مجرد وسيلة للوصول الى غايته.
اضطرت سهيلة الى طلب الطلاق من زوجها بعد ان اتى بزوجته الثانية الى بيته “بيتها” وعادت الى بيت اهلها مع ثلاثة اطفال، لكنها استمرت بممارسة مهنة التمريض وتعيش اليوم حياة هادئة وجيدة نسبيا.
سمراء عبد علي ندمها على رفضها السفر خارج العراق، وقالت: في بداية زواجي عام 1998 طلب زوجي ان نهاجر الى خارج العراق ورفضت رفضا قاطعا، فلم احتمل فكرة ان ابتعد عن وطني واهلي وصديقاتي وكل من اعرفهم هنا، لكن بعد ان انجبت اولادي عرفت اني كنت انانية بتفكيري ذاك، اذ كان يجب ان افكر بأولادي عندما يكبرون، أي مستقبل ينتظرهم، وبعد 2003، عاود عرضه بالسفر لكني تأملت بتغيير ايجابي فقلت له ان الوضع سيكون افضل وبقيت انتظر التغيير الحقيقي من دون جدوى، وكل يوم اقول عسى ان يأتي يوم الخلاص.
هناك من تقبلوا اتخاذهم للقرارات الخطأ لانهم مؤمنين بأن هذا قدرهم، فهل الايمان بالقدر يمكن ان يخفف من وطأة الندم؟