حاورها: سمير خليل
لمياء حسين، تشكيلية عراقية، داعبت عدسة الكاميرا السينمائية ونجحت امامها، شحذت السكين وروضتها لترسم بها ازهارا وامنياتٍ ومحبة، جريئة وشجاعتها شاخصة في ثنايا لوحاتها، تبحث عن هوية وبصمة خاصة، تحلم ان تصل الى فردوس الرواد، الرسم لديها رسالة تحمل هموم وطنها، هموم المرأة و الناس، تؤمن ان الفن باختلاف مدارسه واساليبه مرآة تعكس الواقع بآلامه ومسراته لتؤكد هويتها الوطنية الخالصة.
وفي حوار مع الصباح الجديد، فتحت قلبها لتتحدث عن المرأة والتشكيل وهل يتوافق الاثنان؟
تجيب :نعم يتوافق الاثنان بكل تأكيد، ولم لا تتوافق المرأة والتشكيل وهل ان التشكيل يقتصر على عنصر محدد؟ فكما ان المرأة شغلت جميع المجالات فالتشكيل ضمن تلك المجالات التي ابدعت بها ، للمرأة رؤيتها وافكارها وما يعكسه المجتمع وما تراه من خلال نافذتها لتلونه وما تستطيع أن تعكسه كموضوع لرسالتها الفنية، فما تطرحه من خلال اللوحة نعتبره بالتأكيد رسالة يفهمها المتلقي كل وحسب زاوية رؤيته وقناعاته”.
* ترسمين بالسكين ، تصممين البوسترات واغلفة الكتب والمجلات، هل هو تميز ام مراوغة لأسلوب لمياء حسين؟ ما لذي أضاف اليك الرسم بالسكين والتصميم؟
ــ بداية مرحلة اي فنان بعد مرحلته الدراسية الأكاديمية يبدأ بالبحث عن اسلوب وهوية تميز لبصمته الفنية ليتمخض بعد ذلك ما يطرحه ببصمته وهويته التي تتفاعل وتتداخل مع عناصره وادواته التي يستخدمها من خلال تجاربه العديدة وبحثه الدائم المستمر ليجد ما يتنفسه من أسلوب خاص به، وبعد التجارب ارتأيت ان اعمل بالسكين فوجدت ما يناسب بحثي عن الكثافة اللونية التي تترجم مواضيعي المطروحة وتتلاءم معها لتترجم من خلالها رؤيتي ، صارت السكين هي فرشاتي واداتي التي لا تتجزأ عن أعمالي”، وتضيف” نفذت الكثير من اغلفة الكتب والكارتات و بوسترات عن البيئة، تخطيطات داخلية لدواوين بعض الشعراء، وكذلك هناك الكثير من اغلفة كتب ودواوين شعرية لشعراء مرموقين، هكذا تمخضت تجارب سنوات طويلة لأسلوب خاص يميز أعمالي وهويتي، و لا ينقطع البحث والتجربة مادام الفنان يبدع والفن لاحد له ليتوقف عند نقطة معينة، فما زلت ابحث واجرب ولن اقول بأن اللوحة اكتملت ابقى اشعر بأن هناك ما ينقص العمل فلا كمال لأي عمل ولااكتفاء من الفن، القلق مشروع عند الفنان، يساوره في كل أوقاته، وحتى لحظة عرض العمل”.
*لديك تميز آخر هو الشعر، هل أضاف الشعر لتجربتك الفنية شيئا ام اخذ منها؟
ــ الشعر، وما اللوحة غير قصيدة شعر لونية فلا فرق بين اللوحة والشعر، الأولى لون والثانية كلمات ولا يمكن الفصل بينهما هناك العديد من التشكيليين شعراء وبالعكس، احيانا استوحي من اللوحة اللونية لأنجز لوحة بالكلمات، او تبادل الأدوار فالكثير مما كتبت استوحيته من لوحة، لي بعض القصائد القيتها في بعض المحافل والمشاركات الشعرية”.
*حدثينا عن تجربتك السينمائية؟ هل توقفت ام هناك استمرارية وتواصل؟
ــ كانت لي تجربة سينمائية مع مخرج إيراني (رحمه الله) كان قد رآني في احد المعارض التشكيلية، فاختارني وبما انه لم يكن لي تجربة مسبقة بالسينما رفضت لكنه أصر بعد اقناعي بأن الفيلم يتناول موضوع القوميات التي تسكن العراق، وبما اني عربية قمت بتجسيد شخصية عربية عراقية، حينها ولكوني لا أمتلك تجربة سينمائية فان المخرج كان يصر على التلقائية والعفوية وهكذا خضت تلك التجربة الرائعة والتي استلهمت من خلالها بعض من لوحاتي، التجربة كانت من أروع التجارب التي أضافت لي الهاما من نوع آخر، ورغم الدعوة لتجربة مماثلة الا انني قررت ان لا أخوض هذا المجال ، وبعدها تكرر الموضوع لكني لم اخضها مرة أخرى باعتبارها ليست مجال اختصاصي اولا، وثانيا كل ما يشغلني هو عملي التشكيلي، لذلك لم أعد اتواصل مع التجارب السينمائية وتوقفت عنها رغم غناها الفني وعناصرها الملهمة، والفلم فاز بعدة جوائز..
*والمعارض الشخصية والجماعية، ما لذي تضيفه للفنان؟
ــ من المهم جدا لأي فنان، مشاركاته في المعارض سواء الشخصية او المشتركة باعتبارها النبض الفعال للفنان فمن خلال مشاركته تضاف لتجربته العديد من الأمور المهمة كالنقد الفني، انتشار عمله من خلال المتلقي، الاطلاع ومعرفة أساليب ومدارس زملائه الفنانين بالإضافة للحضور الفعلي للفنان الذي يجعله بمواجهة حقيقية مع ما ينعكس من آراء ونقد من الجمهور المتلقي، فكل تلك الصراعات تجعله يرى بوضوح اكثر كل ما يحدث في الساحة التشكيلية سواء ما يخصه او ما يخص جميع الفنانين” وتضيف ” الثقة بالرؤية عامل مهم يحدث من خلال مشاركاته الفنية وليكون على أتم استعداد لأي نقد يواجهه إن كان نقد بناء او غير ذلك ما يجعله على دراية تامة بما يجول حوله او في ذهنه، المشاركات الفنية عامل مهم لكل فنان ليتنفس من خلالها ما يجعل ديمومته الفنية تأخذ مسارها الصحيح كنبتة تنمو لتثمر”.
*بقي ان نعرف ان الفنانة لمياء حسين تحمل شهادة الدبلوم من معهد الفنون الجميلة قسم الرسم وكانت من الأوائل على دفعتها، انتظمت بعد المعهد في اكاديمية الفنون الجميلة ولظروف معينة لم تكمل السنة الأخيرة من الأكاديمية، عضو نقابة الفنانين العراقيين، عضو جمعية التشكيليين العراقيين، لديها مشاركات بالكثير من المعارض الفنية داخل وخارج البلد، لها العديد من الأعمال المقتناة، في بلجيكا، فرنسا، تونس، لبنان، السويد وعمان وغيرها، شاركت في الكثير من المهرجانات والمحافل الفنية منها معارض نقابة الفنانين العراقيين ومعارض دائرة الفنون العامة والعديد من مشاركات جمعية التشكيليين العراقيين، وهناك مشاركات في قاعات فنية مختلفة داخل العراق وخارجه، أقامت أربعة معارض شخصية، معرض شخصي في العراق وثلاث معارض شخصية خارج البلد، وبعدها كرست اهتمامها للمشاركات الجماعية فقط.