الدراما المصرية في رمضان..
سمير خليل
كعادتها كل عام تتسيد الدراما الرمضانية مساحة الاهتمام، بالنظر لخصوصية الشهر الفضيل واهمية التلفاز وما يعرضه بالنسبة للعائلة في كل محيط الوطن العربي.
وكعادتها أيضا تحتل الدراما المصرية قصب السبق بين نظيراتها العربية خلال السباق الدرامي الرمضاني، ولكونها ترتبط ارتباطا وثيقا بمجمل الاقتصاد المصري الذي يشهد تحولات ومتغيرات حاله حال الاقتصاد العالمي، فان هذه الدراما ورغم كل الازمات بقيت محافظة على قوتها وجودتها وسطوتها، وهذا الامر يحسب أيضا للدراما السورية التي بقيت صامدة رغم ماحل بالشقيقة سوريا والذي نال من جرف حضورها القليل، هذا العام وفي الموسم الرمضاني الحالي كان السباق محموما والغلة كثيرة فقد انتجت الاستوديوهات المصرية ما يقارب التسعة عشر مسلسلا مع انسحاب خمسة اعمال من سباق الموسم الحالي، في حين انتجت سوريا خمسة عشر عملا ولبنان عشرة بالإضافة لأعمال الخليج العربي والمغرب العربي، اما الدراما العراقية فكعادتها منذ سنوات، فقر وشحة، وهذا الموسم اطلت علينا الدراما العراقية بعملين بمواصفات الدراما وعدد من اعمال (السيت كوم) او السكيتشات .
وكعادتها أيضا تنوعت مواضيع الدراما المصرية الرمضانية بين الكوميدية والاجتماعية والبوليسية وموضوعات أخرى حيث دخلت سبعة اعمال منها في خانة الكوميديا وتصدرها مسلسل الزعيم عادل امام (فالنتينو) الذي كتبه ايمن بهجت قمر واخرجه رامي امام، ومسلسل (2Xالصندوق) الذي قام ببطولته حمدي الميرغني واوس اوس، ومسلسل (ب100 وش) بطولة آسر ياسين ونيللي كريم، و(سكر زيادة) بطولة نادية الجندي ونبيلة عبيد، و(عمر ودياب) بطولة علي ربيع ومصطفى خاطر، و(يانا ياجدو) بطولة احمد بدير وسارة سلامة، وأخيرا مسلسل (رجالة البيت) بطولة احمد فهمي واكرم حسني.
المسلسلات المصرية الاجتماعية كانت تسعة هي : مسلسل (الفتوة) بطولة ياسر جلال و(لعبة النسيان) بطولة دينا الشربيني و(سلطانة المعز) بطولة غادة عبد الرازق، و(ليالينا 80) بطولة غادة عادل واياد نصار و(نحب تاني ليه) بطولة ياسمين عبد العزيز و(خيانة عهد) بطولة يسر او(جمع سالم) بطولة زينة ودلال عبد العزيز ومسلسل (فرصة ثانية) بطولة ياسمين صبري وايتن عامر واخيرا مسلسل البرنس للنجم محمد رمضان.
المسلسلات البوليسية كانت اثنتان هي (شاهد عيان) بطولة حسن رداد وبسمة ، و(لماكنا صغيرين) بطولة خالد النبوي ومحمود حميدة وريهام حجاج.
مسلسلان بموضوعين مختلفين هما (الاختيار) وهو من اعمال السيرة ويروي قصة الشهيد احمد صابر منسي قائد الكتيبة 103 صاعقة الذي اغتالته ايادي الإرهاب في كمين مربع البرد في مدينة رفح عام 2017 والذي كتبه باهر دويدار واخرجه بيتر ميمي وجسد بطولته النجم امير كرارة مع مجموعة من نجوم الدراما المصرية والعربية، اما المسلسل الثاني(النهاية) فكان من الخيال العلمي والذي كتبه عمرو سمير عاطف واخرجه ياسر سامي وبطولة يوسف الشريف وسارة عادل .
ما ميز الدراما الرمضانية المصرية في رمضان الحالي هو تنوع المضامين حيث دخل الخيال العلمي في قائمة هذه الاعمال وعودة النجوم الرواد الذين توزعوا على هذه الاعمال كسمير صبري وسميحة أيوب ونبيلة عبيد ونادية الجندي وغيرهم، بالإضافة لتسليط ضوء الاهتمام والمتابعة على ثلاثة اعمال هي (فالنتينو) و(الاختيار) و(البرنس)، بالنسبة للعمل الأول فهو جاء في اطار دراما البطل الواحد وهو ما دأب على تقديمه النجم عادل امام منذ سنوات ولكن العمل الحالي أشر بما لا يقبل الشك بان النجم امام والذي طرق أبواب الثمانين من العمر بات لا يستطيع قيادة المسلسلات لوحده بسبب كبر سنه وعليه ان يسلك طريقا للدراما يتناسب وعمره وامكاناته فهو نجم كبير واسم لامع، اما مسلسل الاختيار فقد انجز بشكل رائع ولكن اعمال السيرة عادة لا تشهد متابعة كبيرة لأنها تسلط الضوء على شخصيات محلية تتفاوت مشاهدتها بين بلد وآخر.
اما مسلسل (البرنس) فقد كان عينة الاعمال الرمضانية المصرية فقد حقق نسب مشاهدة مرتفعة في مصر والوطن العربي وتصدر محركات(غوغل) وترندات شبكة التواصل الاجتماعي واليوتيوب، والمسلسل يعتمد في موضوعه على قصة اخوة يوسف المعروفة والتي تناولتها الاعمال الفنية كثيرا، ورغم ان هذا العمل لا يختلف عن طبيعة اعمال النجم محمد رمضان خلال السنوات الماضية (ابن حلال) و(الأسطورة) و(زلزال) ، حيث تعتمد هذه الاعمال على ثنائية الخير والشر وتبدا عادة بكشف الشخصيات وواقعها وعلاقاتها ثم تعرج على تعرض البطل للظيم والظلم وتنتهي بانتصاره، لكن محمد رمضان ومن ينسج خيوط اعماله بات يقف على مجسات المشاهد ويعرف كيف يشغل عينيه وذائقته، فمسلسل (البرنس) الذي كتب قصته والسيناريو والحوار واخرجه محمد سامي وشارك في بطولته نجوم كبار كأحمد زاهر ونور وعبد العزيز مخيون ونجلاء بدر وروجينا وادوار، المشاركة الفاعلة لهؤلاء النجوم وما قدموه من أدوار منح المسلسل نجاحا مضافا لنجاح اسم رمضان حيث قدم احمد زاهر وروجينا ونور وادوار أداءً متميزا دخل قلوب المشاهدين وخلق ردود أفعال كثيرة على سلوكيات هذه الشخصيات، ويبدو انها كانت التفاتة ذكية ان تكون البطولة جماعية برزت شخصية (رضوان) التي جسدها محمد رمضان والبستها ثوب البطل، بالإضافة لمكملات العمل التقنية كالإضاءة والصوت والتصوير والماكياج والازياء، من هنا استحق هذا المسلسل ان يكون زبدة الموسم الرمضاني للدراما المصرية وبانتظار ما سنشاهده في المواسم المقبلة.