أحلام يوسف
كل منا يرسم له اهدافا معينه ويسعى بعدها للوصول الى هذا الهدف أو ذاك، وفي اثناء سعيه يواجه عددا من المصاعب والعراقيل.
الكثير منا يؤمن ويعمل بمبدأ ان لكل جواد كبوة وومن هنا يبحث لكل مشكلة تواجهه يبحث عن حلها ليواصل المسير، وهناك من يبحث عن نتائج سريعة فيصيبه اليأس مع اول مشكلة، وقد يتخلى عن هدفه ويبحث عن هدف اخر.
حسن الجبوري الباحث الاجتماعي يقول: “الهدف لا يعني بالضرورة شيئا عظيما او خطيرا، فهناك من يتمثل هدفهم بتخفيض وزنهم ويبحثون عن سبل تحقيقه، هناك وفي ساعة معينة من يضع امامه هدفا بإنهاء حلقات مسلسل معين او مشاهدة فيلم. وايضا هناك من يحدد هدفه بالتعليم الجامعي، او دراسة لغة..الخ، وغالبا ما يميل الاشخاص الى الاهداف التي توفر المتعة السريعة، فالوصول الى الهدف يعني مكافأة، وكلما قصرت المدة للحصول عليها كان الامر ممتعا اكثر”.
وتابع: “كلنا نعمل على ما يسميه علماء النفس “مبدأ المتعة” ويعرف بانه القوة التي تدفع الشخص الى تلبية حاجته ورغباته وتحثه على تنفيذها فورا، فالأهداف طويلة الاجل صعبة ومملة لأنها لا تمنحنا المكافأة السريعة الآنية، وعندما يشعر الشخص بتأخرها ينخفض جهده، لأنه احيانا يصاب بالضجر ويترك هدفه ويمضي في البحث عن هدف اخر سريع، لكن الشخص الناجح يستطيع ان يحدد هدفه ويبحث عن سبل الوصول اليه، فان كانت طويلة وكثيرة فسيهيئ نفسه لها، وسيبذل جهده للعمل الجاد ويضع بحساباته مدة الانتظار”.
وفقًا لجامعة سكرانتون، فإن 92٪ من الناس لا يوفون بقرارتهم التي دونوها بداية العام، هناك العديد من الاسباب التي تجعلنا نهمل التزاماتنا ببعض القرارات لكن السبب الحاضر دوما، عدم وجود الحافز حسب ما ذكر الجبوري، وقال “هناك عدة طرق لإبقاء دوافعك في أثناء السعي إلى تحقيق أهدافك على المدى الطويل اهمها مكافأة نفسك بصورة ما بعد انجاز أي خطوة”.
وتابع: “الاحتفال بالإنجازات الصغيرة يشعرنا باننا حصلنا على مكافأة فعلا، وبسرعة، ويدفعنا الى التفكير بان هناك مكافآت اخرى في الطريق الطويل هذا. في دراسة اجراها المؤلفان تيريزا أمابيل وستيف كرامر من مجلة هارفارد “بيزنس ريفيو” شملت 238 موظفًا من سبع شركات، لقياس مدى الأثر بنفوسهم عندما تم الاحتفال بالانتصارات الصغيرة في طريق هدفهم طويل الأجل ووجد الباحثان أن تعقب الإنجازات اليومية، والجهود الصغيرة والاعتراف بها يعزز من تحفيز العمال، ويزيد من المشاعر والمفاهيم الإيجابية التي تتعلق بعملهم.
واختتم الجبوري حديثه: “علماء النفس اكدوا أن أي إنجاز، بغض النظر عن حجمه، ينشط دائرة المكافأة في أدمغتنا، وعندما يجري فتح هذا المسار، يبدأ الدماغ بإطلاق المواد الكيميائية الرئيسة ما يتيح لنا الشعور بالإنجاز والفخر وبالتالي تحفيرنا على تقديم الافضل والاستمرار في سبيل الوصول الى الهدف. ولنبتعد عن معاقبة نفسنا عند حدوث زلة او خطأ لان كل منها يسهم بتصحيح الطريق”.