متابعة الصباح الجديد :
بالمزاح والفكاهة وتصوير المشاهد والمواقف الطريفة واجهت شعوب العالم وما تزال وباء فايروس كورونا المستجد المعروف بـ”كوفيد 19″، في مسعى لتحويل الأزمة إلى بسمة تعلو الشفاه وتتجاوز المصاعب.
وعرفت البشرية في تاريخها كثيراً من المحن، وغالباً لم تكن إرادة الحياة، أكبر منها، ومع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، تبادلت الشعوب عبرها الأفكار والنكات والطرائف موثقة ما يحصل بالصور والفيديو.
وتنوعت الطرائف والنكات الموجهة، منها ما يتعلق بالعمل والدراسة والجلوس في المنزل، وعدم الخروج للشوارع استجابة للعزل المنزلي، وصلت بالبعض للتكهن بشكل طريف أن عام 2020 قد ينتهي بعودة الديناصورات.
البداية
بداية النكات والطرائف كانت عن عمليات التعقيم، مع محاولات إظهار الحساسية وتعقيم كل مكان، خاصة إذا ما عطس أحد بالقرب من الآخر، ما يستدعي مطالبته بالمغادرة وبطريقة لا تخلو من القسوة أحياناً، حتى إن كان ذلك الشخص الزوج أو الزوجة.
واستجابة لمطالب العزل وعدم الاتصال فإن استلام المشتريات من دكان الحي يستلمها الزبون عبر عصا طويلة، كي لا يكون هناك تماس بين البائع والمشتري فيما يتم تعقيم القادم من التسوق كما يتم غسل السجادة وتعقيمها، فيما لجأ البعض لتعليق الكولونيا التركية على حمالة المفاتيح للتعقيم الدائم.
الزلزال يخرجنا والفايروس يحجر علينا
وتتنوع النكات والطرائف التي تتحدث عن الحجر المنزلي، فمنهم من قال “نهدد بالزلزال لنخرج من المنزل، ونهدد من الفايروس بأن لا نخرج إلى الشوارع، فما الحل”، فيما نقل عن إلغاء حكمتين في العام الجاري، وهما “أطلب العلم ولو في الصين، وكل الطرق تؤدي إلى روما”.
حالات النظافة طالت الأطعمة، وظاهرة انتشار ارتداء القفازات أيضا لم تسلم من النكات، حيث قال أحدهم “لكل من يشتكي من تغير طعم الفلافل والشاورما في اليومين الماضيين عليه ألا يقلق، وأن كل القصة هي ارتداء العمال القفازات، وهي فترة مؤقتة ويعود الطعم الأصيل مجددا”.
وقال أحدهم في منشور “درجة التعقيم في المنزل تسمح بإجراء عملية قلب مفتوح في المطبخ”، وقال مغرد آخر “في آخر الزمان باتوا يقولون لنا انتهبوا كي لا نصبح مثل أوروبا”، في إشارة إلى استفحال حالة الوباء فيها.
ولم تسلم رئيسة سلوفاكيا زوزانا كابوتوفا من تداول النكات حولها في حفل تنصيب مجلس الوزراء، عندما ارتدت كمامة عنابية تتسق مع ملابسها، للقول بان “الأناقة مهمة عند النساء حتى في الأزمات”.
جلوس الرجال بالمنزل
جلوس الرجال في المنزل كان له دور في الطرائف والنكات، منها قول أحد الأبناء “أتمنى أن تمر أيام أزمة كورونا على خير، والدي غضب مني لدرجاتي في الثانوية مع أني متخرج من الجامعة قبل 3 سنوات”.
رجل آخر ينادي من الحجر الصحي بالقول “أيتها النساء، نحن الرجال وجودنا بالبيت للعزل الصحي وليس لتصفية الحسابات”، لتقول نكتة أخرى من رجل “اليوم سمعت الأولاد يتكلمون مع بعضهم البعض، هل سيسكن والدنا معنا دائما”!.
رجل آخر يعمل في تصليح السيارات، قال أنه بعد الجلوس في المنزل لاحظ زوجته تخطف برجلها اليمنى، فيما قال آخر، “من كثر مساعدتي لزوجتي في أعمال المنزل، ومع رن جرس البيت، أسرعت بحثاً عن غطاء الرأس”، وقال أحد العاملين من المنزل “تذكير الساعة السابعة مساء موعد تبديل بيجامة العمل ببيجامة النوم”.
تناول الطعام
البقاء في المنزل وتمضية الوقت في تناول الطعام نال نصيبه من أزمة كورونا، منها طرفة تقول “كما عملوا وقفة تصفيق للجهاز الطبي لجهوده في مواجهة كورونا، يجب عمل وقفة تصفيق للجهاز الهضمي العامل 24 ساعة”.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورة لسبايدر مان، الرجل العنكبوت تظهر “رشاقته في مارس/آذار، ووزنه الزائد في ابريل/نيسان” أي بعد شهر من الحجر، فيما قال أحدهم “هل نتناول 3 وجبات في اليوم، أم وجبة كل 3 ساعات”.
وقال آخر “وصلت لمرحلة أترك فيها باب الثلاجة مفتوحاً كوني افتحه بشكل متواصل”، فيما قال آخرون، من علامة الإصابة بفايروس كورونا هو فقدان الشهية، ولكن نحن بخير، قاصدين الشهية المفتوحة دائما.
متعة رمي القمامة
أزمة البقاء في المنزل حولت مسألة رمي القمامة المنزلية إلى متعة مختلفة مع غياب الخروج والتنزه وغلق الأماكن العامة، فتتجهز المرأة وتتبرج لمجرد التخلص من القمامة في الخارج، وفي مقطع مصور تتعارك أختان عند الباب مختلفتان على دور رمي القمامة مدعية كل واحدة منهما أنه دورها، فيما قال آخر بأنه “لم يشعر بسعادة رمي القمامة كما يشعر بها هذه الأيام”.
كما تم تداول صورة لأحد مشاهير الفن في العالم العربي وقد كتب عليها “فاكر أيام ما كنا نروح السوق!!”، فيما تناول آخرون صورا لأشخاص شعورهم وذقونهم طويلة بعد أن أغلقت محلات الحلاقة أبوابها.
كورونا نعمة
الحجر المنزلي انعكس إيجابا على الرجال أيضا باعتراف أحدهم قائلا “فيروس كورونا هو أفضل شيء حدث في حياتي، زوجتي لا تريد السفر بعد الآن، ولم تعد تشتري شيئا لأنه يأتي من الصين، ولم تعد تذهب للمركز التجاري تجنبا للحشود، وتقضي كل وقتها في قناع مع إغلاق فمها، هذا ليس فيروسا وإنما نعمة”.
بانتظارها في نهاية 2020
مجريات عام 2020 التي شهدت مع نهاية 3 أشهر منها أحداثا كبرى عالميا من زلزال وكوارث، دفعت الشعوب للسخرية منه، وفي إحدى الصور المتداولة، كتبت مناشدة لآخر من يبقى حيا والقول له “من يبقى حيا لآخر العام لا ينسى غلق الغاز وإطفاء الأنوار وقفل الباب، ووضع المفتاح تحت الباب من أجل الأجيال القادمة”.
وسخر آخرون من أن تؤدي أزمة كورونا إلى انهيار الدول المتقدمة، وأن يبقى أمر إعادة بناء العالم للدول العربية ما يجعل البشرية أمام تحد صعب، فيما تداول آخر صور لحشرات صغيرة مع تعليق أن الديناصورات بدأت بالظهور وستكبر قريبا، وصورا أخرى لديناصورات بين ناطحات السحاب.