فلاح الناصر
مرت أول أمس الذكرى الثانية لرحيل نجم المنتخبات الوطنية ونادي الشرطة السابق بالملاكمة، فاروق جنجون، الذي عانى اخر ايامه المرض ليودع عالمنا بعد مسيرة حافلة بالسيرة الحسنة والاخلاق النجاحات والألقاب.
ترعرع فاروق جنجون في مدينته الاعظمية، ومارس العديد من الألعاب بينها كرة القدم، لكنه اختار الملاكمة بعد اعجابه بقوة الملاكم وشخصيته، وظفه قدراته المدرب مضر محمد، واسهم في تثبيت اقدامه كملاكم متوهج لتقديم نفسه فوق الحلبة.
امتدت مسيرة جنجون منذ العام 1982 في رياضة الفن النبيل، مثل العراق في بطولات عدة على جميع الاصعدة، وحصل فيها على أوسمة متقدمة، ولعل المركز الخامس في أولمبياد موسكو صيف العام 1984 لن يغادر الذاكرة، بل حفر فاروق أسمه ليس في سجلات الرياضة العراقية الذهبية، بل وللصدى الذي تركه في تلك المشاركة، وهو إنجاز لرياضة العراق بصورة عامة، والملاكمة خاصة.
توالت محطاته لاعبا ثم مدربا في نادي الشرطة والمنتخبات الوطنية، واعتزاله كان اثر الاصابة، تاركا خلفه اثرا طبيا ومنجزا لامعا في رياضة الملاكمة التي يعد فيها فاروق جنجون اسما بارزا بفضل مؤهلاته وقدراته المميزة في النزالات او عالم التدريب وعلى الصعيد الأنساني.
كان الراحل، محبا لوطنه، يتغنى بالوحدة الوطنية والتزام الدين الاسلامي في التعامل مع الجميع، ينبذ العنف والفرقة، ويأمل ان يرى عراقا قويا امام الارادات الخارجية، اخر سنوات حياته كان ضمن الملاك التدريبي للمركز الوطني لرعاية الموهبة الرياضية للملاكمة التابع لدائرة سؤون الاقاليم والمحافظات/ في وزارة الشباب والرياضة. قدم الراحل عصارة جهده للجيل الواعد، ونجح في غرس بذور النجاح فيهم.
رحم الله الراحل فاروق جنجون، صاحب القبضات الحديدية، والروح الأنسانية، واسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.