فرض الحجر الصحي على 13 حياً سكنياً في اربيل
السليمانية – الصباح الجديد- عباس كاريزي
في اجراء تعسفي خلف ردود فعل واسعة ندد نشطاء ومنظمات مجتمع مدني عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتقال الصحفي هيمن مامند من قبل الاجهزة الامنية بعد ان كانت المحكمة قد اطلقت سراحة بكفالة مالية امس الاول الاثنين..
وكانت القوات الامنية التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني قد قامت امس الاول الاثنين باعتقال الصحفي هيمن مامند في ساعات متأخرة من الليل، وذلك بعد يومين من اطلاق سراحه بكفالة مالية، على خلفية توجيهه اتهمات لاذعة للسلطات في كردستان بالفشل في التعاطي مع ازمة فايروس كورنا، وعدم قدرتها على معالجة مشاكل المواطنين المعيشية المستفحلة.
وقال محامي الدفاع المتطوع بشدار حسن في تصريح، ان الصحفي هيمن مامند اُعتقل في حوالي الساعة الـ1 من بعد منتصف الليل في عملية مداهمة لمنزله بمدينة اربيل.
و اشار الى ان السبب وراء اعتقاله للمرة الثانيية بحسب زملائه هو تأكيده على انتقاد الحكومة في التصريح الصحفي الذي ادلى به بعد الافراج عنه قبل يومين.
وكانت محكمة مدينة اربيل قررت الافراج عن الصحفي هيمن مامند بكفالة مالية قدرها 10 ملايين دينار، بعد ان بقي معتقلاً قرابة اسبوعين
واعتقل مامند في 24 من شهر اذار المنصرم على خلفية منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيه اداء الحكومة فيما يتعلق بتاخر صرف رواتب الموظفين في ظل فرض حظر للتجوال في محافظات الاقليم بسبب جائحة كورونا، مهدداً بالمطالبة بتنظيم احتجاجات لو لم تستجب الحكومة للمطالب المعيشية للمواطنين وذوي الدخل المحدود.
وأشار محامي الدفاع بشدار حسن، أن موكله اعتقل وفقا للمادة 45 الخاصة بالاستخدام السيء لمواقع التواصل الاجتماعي، معربا عن استغرابه للابقاء على موكله في السجن كل هذه المدة بسبب هذه التهمة، وبيّن صباح أن “البلاد لم تشهد حالة اعتقال مشابهة من قبل، وزج المعتقل في السجن مدة شهر كامل دون اسباب مقنعة، لافتاً الى ان قرار المحكمة تفوح منه رائحة الانحياز.
الى ذلك وجه سياسيون واعضاء في برلمان الاقليم ومجلس النواب العراقي انتقادات شديدة اللهجة الى حكومة الاقليم نتيجة لاخفاقها في التعاطي مع الاوضاع المعيشية الصعبة لشريحة واسعة من المواطنين من العمال والكسبة الذين يعانون نتيجة لعدم قدرتهم في ظل استمرار فرض حظر التجوال من تأمين قوتهم اليومي.
وعبر رئيس كتلة الاتحاد الاسلامي عبد الستار مجيد عن استغرابه من السياسة التي انتهجتها حكومة الاقليم تجاه المواطنين في الاقليم خلال الفترة التي تلك اعلن فررض حظر التجوال، وقال” اي حكومة هذه التي تحجر مواطنيها لمدة شهر دون ان تمنح رواتب موظفيها او تفكر بعشرات الاف الاشخاص الذين لايملكون اي مصدر للعيش وباتت حياتهم في خطر نظرا للابقاء على حظر التجوال المشدد في الاقليم.
واضاف اي سلطة هذه التي تدعو اصحاب الاملاك والتجار وذوي رؤس الاموال ان يعفوا مؤجريهم من الايجار الشهري، بينما هي ترفض اعفاء المواطنين من الرسومات والضرائب الكبيرة التي تفرضها عليهم.
وتابع،”منذ 28 عاماً وانتهم تظلمون المواطنين وتحتكرون وتستخدون المال العام لمصالح احزابكم ولمصلحة اقلية تسيطر وتفرض نفسها على السلطة”.
الى ذلك قررت وزارة الصحة في حكومة الاقليم فرض الحجز الصحي على 13 منطقة وحيا سكنياً في حدود محافظة اربيل، اثنان منها في قضاء سوران واثنان آخرين في حدود اربيل و9 احياء داخل مركز مدينة اربيل.
وكانت المديرية العامة للصحة في أربيل، قد اعلنت امس الثلاثاء فرض الحجر الصحي الكامل على حي كاريزان بمركز المدينة، إلى جانب 10 أحياء أخرى في المدينة.
وصرح مدير قسم التفتيش والمتابعة في المديرية العامة للصحة في أربيل هكار عبدالغني، لموقع رووداو، أن “المديرية العامة للصحة في أربيل قررت وضع حي كاريزان في أربيل ضمن الحجر الصحي، وذلك بعد إصابة أكثر من 70 شخصاً بفيروس كورونا بعد حضورهم مجلسي عزاء أقيما في الحي المذكور بينهم نساء وأطفال ورجال”.