الايطاليون يرون ضوءً في نهاية النفق
الصباح الجديد-متابعة:
بعد اعلانها انحسار فيروس كورونا، وعودة الحياة الطبيعية نسبيا في بعض المدن، نظّمت الصين صباح اليوم السبت وقفة تأمّل وطنيّة لثلاث دقائق تكريما لذكرى 3326 شخصا راحوا ضحيّة فيروس كورونا المستجدّ في البلاد، وأوصت الاميركيين بتغطية وجوههم في الشوارع لإبطاء انتشار الوباء في الولايات المتحدة حيث سجل مجددا عددا قياسيا محزنا من الوفيات خلال 24 ساعة.
وعند الساعة العاشرة (02,00 ت غ)، دوّت الصافرات في أنحاء الصين التي تضم أكبر عدد من السكان في العالم ونكست الأعلام فيها.
وفي مدينة ووهان البالغ عدد سكّانها 11 مليون نسمة وظهر فيها الفيروس تجمّع موظّفون يعملون في الحقل الطبّي لإحياء ذكرى الضحايا، بينما اجتمع الرئيس شي جينبينغ مع القادة الشيوعيين الرئيسين الآخرين في المجمع الضخم في بكين الذي يضم مقر السلطة، وفقا لصور بثها التلفزيون الوطني.
من جهتهم، وبعد وفاة 1480 شخصا في يوم واحد في أكبر حصيلة يومية تسجل في بلد واحد، يستعد الأميركيون للأسوأ ويبنون مستشفيات ميدانية في لوس أنجليس وميامي، بآلاف الأسرة الإضافية المخصصة للإنعاش.
وتحدث مدير معهد الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي العضو في خلية الأزمة في البيت الأبيض، عن معطيات تشير إلى أن “الفيروس يمكن في الواقع أن ينتقل عندما يتبادل الناس الحديث فقط، وليس عند السعال او العطاس فقط”. لكن منظمة الصحة العالمية بدت حذرة في هذا الشأن.
وقال البيت الأبيض إن كوفيد-19 تسبب بوفاة حوالى 7400 شخص في الولايات المتحدة، ويمكن أن يودي بحياة ما بين مئة ألف و240 ألفا. أما عدد الإصابات فيبلغ نحو 277 ألفا.
الصورة قاتمة في بريطانيا أيضا، حيث دشن في لندن الجمعة مستشفى ميداني شاسع يستطيع استيعاب أربعة آلاف سرير بينما يبدو التهديد خطيرا إلى درجة أن الملكة إليزابيث الثانية ستلقي كلمة نادرة الأحد.
وسجل عدد قياسي من الوفيات في 24 ساعة بلغ 684 في بريطانيا التي تواجه حكومتها انتقادات لإدارتها للأزمة. وبذلك ارتفعت حصيلة الوفيات إلى أكثر من 3600.
وأسفر الوباء عن وفاة أكثر من أربعين ألف شخص في أوروبا، ثلاثة أرباعهم في ايطاليا واسبانيا وفرنسا، حسب حصيلة وضعتها وكالة فرانس برس الجمعة.
والأمل الوحيد ، تباطؤ انتشار المرض بعد أسابيع من إجراءات عزل عامة.
وكتب الممرض الإيطالي باولو ميراندا الذي يدون على حسابه على انستغرام يوميات مكافحة الوباء في مستشفى كريمونا (شمال) “بدأنا نرى بصيص نور في نهاية النفق”.
ويستمر انتشار الفيروس الذي أسفر عن وفاة 14 ألفا و700 شخص في إيطاليا البلد الذي سجل فيه أكبر عدد من الوفيات، لكنه يؤكد تباطؤه الذي بدأ قبل أربعة أسابيع تقريبا إذ لم تتجاوز نسبة ارتفاع عدد الإصابات الأربعة بالمئة.
في اسبانيا أيضا ثاني بلد في عدد الوفيات بعد إيطاليا، ارتفع عدد الوفيات خلال 24 ساعة مجددا أكثر من 900 لتبلغ الحصيلة الإجمالية 11 ألفا ومئتي وفاة. تتركز الآمال أيضا على تباطؤ العدوى وتراجع عدد الذين يدخلون إلى المستشفيات.
وهذا ما أوحت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي نجحت بلادها في تجنب ارتفاع كبير في الوفيات حتى الآن. فقد صرحت الجمعة أن “الأرقام الأخيرة (…) مع انها كبيرة، لكنها تثير بعض الأمل بحذر”.
وتؤكد السلطات الصحية ضرورة الإبقاء على إجراءات العزل.
وفي فرنسا استأنفت الحصيلة اليومية للوفيات الارتفاع ليبلغ العدد الجمعة 588 في المستشفيات، مقابل عدد إجمالي يبلغ أكثر من 6500، بما في ذلك تلك التي سجلت في دور للمسنين.
وباتت نصف البشرية تخضع لإجراءات عزل صارمة جدا في بعض المناطق مع عواقب اقتصادية واجتماعية كارثية في بعض الأحيان.
وعززت تركيا الجمعة القيود المفروضة على التنقلات الجمعة وأغلقت نحو ثلاثين مدينة بينها اسطنبول وأنقرة أمام حركة السيارات لـ15 يوما. كما وسعت العزل الفروض على الذين تجاوزا الخامسة والستين، ليشمل صغار السن.
وسجلت إصابة واحدة أولى في جزر المالوين الأرض البريطانية الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي.
وتفيد حصيلة أعدتها فرانس برس أن أكثر من مليون شخص في العالم ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا المستجد لكنهم لا يشكلون سوى جزء من العدد الفعلي للمرضى إذ إن الكثير من الدول لا تجري فحوص كشف المرض سوى للحالات الخطيرة.
وتبقى أوروبا حيث توفي أكثر من 57 ألف شخص الأكثر تضررا.
في إفريقيا حيث طالب رئيس النيجر محمد يوسفو بـ”خطة مارشال” للقارة ودول أخرى في العالم تعتمد على الاستيراد للحصول على مواد غذائية وعلى التصدير لدفع ثمنها، حذرت الأمم المتحدة من أن مئات الملايين من الأشخاص مهددون بنقص المواد الغذائية.
وأخيرا، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن “الأسوأ لم يأت بعد” في الدول التي تشهد نزاعات. وقال إن “عاصفة كوفيد 19 تصل الآن إلى كل ميادين القتال”.