لم يكن لمهرجان سينما ضد الإرهاب ان يعقد دورته الخامسة، لولا الدعم الكبير الذي تلقاه من السينمائيين العراقيين من خارج اقليم كردستان العراق، اذ ذهب وفد من بقية مدن العراق، يقدر عدده بخمسين شخصا وعلى نفقتهم الخاصة للمشاركة في المهرجان، من دون تكليف المهرجان أي نفقات، الوفد شارك فيه أكاديميون، وفنانون، وإعلاميون، وبعض من محبي السينما.
انطلقت فعاليات المهرجان بحضور ملأ القاعة كلها، وبدأت عروض الأفلام تتوالى، وأستمر ذلك لثلاثة أيام ، لم يتخلف أعضاء الوفد عن الحضور يوميا، وفي يوم الختام ، وبعد انتهاء العروض الأخيرة للأفلام المشاركة، ولجنة التحكيم تستعد لإعلان الجوائز ،حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ أعلن مدير المهرجان السيد بيشتوان عبد الله، ان ثمة فيلما يتحدث عن بطولات قوات البيشمركة الكردية في قتالها مع داعش، سيعرض قبل توزيع الجوائز، وفعلا تم عرض الفلم الذي استمر لأكثر من نصف ساعة، وبعد انتهائه صفق الحاضرون جميعا، وهتف شخص في القاعة بأن « عاش العراق « ليواجه باحتجاج شديد من قبل بعض الحاضرين الكرد، الذين شتموا العراق ، على ضوء ذلك انسحب الوفد الداعم ، وألغي حفل الختام.
الأصدقاء الكرد ، مدير المهرجان ورئيسه الفخري الأستاذ ناصر حسن، وآخرون اعترضوا على ذلك وحدثت مشادات بينهم وبين من أساءوا ، وقدموا اعتذارهم للوفد ، وحاولوا اعادته الى القاعة، لكن الجميع رفض، وفعلا تفرق الحاضرون، وطلب الوفد ان يقدم اعتذار رسمي ، وان يحاسب من أساء للعراق.
لماذا تعمد هؤلاء الإساءة، وأفشال ختام فعاليات المهرجان، وهم يعلمون تماما ان المهرجان لم يكن ليقام لولا دعم الفنانين من خارج الإقليم، بعد ان رفعت كل الجهات الداعمة له سابقا يدها عنه، وهل يكفي الاتصال الهاتفي بين محافظ أربيل، والوفد العائد الى بغداد في منتصف طريق العودة لمحو الإساءة، علما ان الوفد قد تأخر يوما بعد الحادث عن العودة الى بغداد، حسب الحجز المتفق عليه مع الشركة السياحية الناقلة.
ما حصل يشكل إساءة للعلاقة بين العرب والكرد، ويجب التصدي له، ولحد الساعة الموضوع حديث الوسط الفني، الذي ينتظر نتائج التحقيق، التي وعد المحافظ ومدير المهرجان بأن ينشرها قريبا.
أخيرا تحيا كردستان وكل مدن العراق، وليعيش العراق بلد الجميع.
كاظم مرشد السلوم