تكبد 22 مليار دولار بسبب «كورونا»
الصباح الجديد ـ وكالات :
حذر مجلس السياحة والسفر العالمي من تداعيات انتشار فيروس كورونا على صناعة السياحة العالمية، وتوقع أن تبلغ خسائر القطاع من الفيروس المستجد قرابة 22 مليار دولار.
وقام المجلس بالتعاون مع منظمة «أكسفورد إيكونوميكس» بتقدير الخسائر بناء على تجارب سابقة كانت قد هزت قطاع السياحة العالمي بسبب انتشار فيروسات وأوبئة.
ونقلت صحيفة «إلموندو» الإسبانية عن رئيسة المجلس غلوريا جيفارا، أن أكبر تأثير سلبي لفيروس كورونا على قطاع السياحة في الصين، والذي يمثل نحو 11% من حجم الناتج المحلي الإجمالي الصيني.
ووفقا للمسؤولة فإن البلدان التي تعتمد على المسافرين من الصين معرضة للخطر في ظل تراجع حركة النقل والسياحة، مشيرة إلى ماكاو وتايلاند وكمبوديا والفلبين.
ويحذر خبراء «أكسفورد إيكونوميكس» أيضا من أن 22 مليارا هو مجرد تقدير أولي، وأن هذا الرقم يمكن أن يتضاعف إذا لم يتوقف انتشار الفيروس في العالم.
وتأتي التحذيرات في وقت تشهد فيه البورصات العالمية موجة بيع واسعة بسبب مخاوف على نمو الاقتصاد العالمي جراء انتشار كورونا، حيث يقوم المستثمرون بالتخلص من الأصول عالية الخطورة والاتجاه نحو الأصول الآمنة وفي مقدمتها الذهب.
وقالت غيفارا إن وباء كورونا المستجد سيؤدي إلى خسائر بقيمة 22 مليار دولار لقطاع السياحة العالمي مع تراجع نفقات السياح الصينيين.
وأوضحت: «أجرينا حسبة أولية قدرت أن هذه الأزمة ستكلف القطاع على الأقل 22 مليار دولار». وتابعت «بنينا حساباتنا على خبرة أزمات سابقة، مثل سارس وأنفلونزا الخنازير، ومرجعها الخسائر الناجمة عن إلغاء الصينيين سفرهم في هذه الآونة».
ويوافق مبلغ 22 مليار دولار السيناريو الأشد تفاؤلا في دراسة نشرت في 11 شباط من قبل معهد أوكسفورد للاقتصاد وبنيت على فرضية تراجع بنسبة 7 بالمئة في سفرات الصينيين للخارج. وذلك في مقابل السيناريو الأكثر تشاؤماً، والذي يقول إنّ الخسائر يمكن أن تصل حد 49 مليار دولار إذا امتدت الأزمة الحالية مثلما حصل مع أزمة سارس في 2003 و73 مليار دولار إذا طالت أكثر.
وأكثر الاقتصادات التي ستتضرر هي وجهات السياح الصينيين مثل هونغ كونغ والمغرب وتايلاند وكمبوديا والفيليبين، بحسب معهد أوكسفورد.
ودعت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق إلى التقليص للأدنى لكل «تعطيل زائد للتنقل والتجارة الدوليين» ناجم عن إجراءات مكافحة الفيروس، وذلك خشية «انعكاسات سلبية على قطاع السياحة».
ويلتزم قطاع السياحة التزاماً راسخاً بإعطاء الأولوية للناس وعافيتهم فوق كل اعتبار آخر. وللتعاون الدولي أهمية حيوية في ضمان تمكين القطاع من الإسهام بشكل فاعل في احتواء فاشية مرض كوفيد-19. وتتشاور منظمة السياحة العالمية عن كثب مع منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين لمساعدة الدول على ضمان تنفيذ التدابير الصحية بطرق تقلل إلى أدنى حد ممكن من التدخل غير الضروري في حركة السفر والتجارة الدولية.
ويتعين أن تكون استجابة قطاع السياحة مدروسة ومتسقة ومتناسبة مع الأخطار التي تهدد الصحة العمومية ومستندة إلى تقييم الأخطار المحلية، وأن تُشرك كل حلقة في سلسلة إمداد السياحة، من الهيئات العامة إلى الشركات الخاصة والسائحين، وفقاً للإرشادات والتوصيات الإجمالية لمنظمة الصحة العالمية.
وفي هذا السياق تبدي منظمة السياحة العالمية ومنظمة الصحة العالمية استعدادهما للعمل الوثيق مع المجتمعات والبلدان المتضررة جراء الطارئة الصحية الحالية، من أجل بناء مستقبل أفضل وأكثر مناعةً. فتطبيق أي قيود على السفر يتجاوز نطاق التوصيات الحالية من شأنه أن يسبب تدخلاً غير ضروري في حركة السفر الدولية، بما ينطوي عليه ذلك من انعكاسات سلبية على قطاع السياحة.