إن خير من مشى على هذه الارض وخير من عرج إلى السماء ،واجمل من نظرت إليه الأعين ،والين من صافحت الاكف، واطيب من استمعت إليه الآذان كان اكثر الناس تبسما. وكان كل من رآه قال « ما رأيت أحداً اكثر تبسماً من رسول الله( عليه أفضل الصلاة و السلام ). الابتسامة سنة من سنن المرسلين وصفة من صفات المؤمنين فهي عبادة وصدقة فقال «رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم» « تبسمك في وجه أخيك صدقة» فقد فرطنا بهذه العبادة وبخلنا في هذه الصدقة. فاذا كان نبي الله سليمان عليه السلام» قد تبسم لنملة صغيرة في واد مترامي الأطراف عندما سمعها تحذر قومها من جيشه ، فما احوجنا إلى تبسم الأخ في وجه أخيه والجار في وجه جاره في زمن قد طغت فيه المادة وقلت فيه الألفة وكثرت فيه الصراعات وما احوجنا الى تبسم الرجل في وجه زوجته والزوجة في وجه زوجها في زمن كثرت فيه المشكلات الاجتماعية فلا نرى إلا عبوس الوجه وكأننا في حلبة صراع من أجل البقاء ، في وقتنا هذا هجرت الابتسامة التي كانت تطلق الوجه وتشرح الصدر وتلطف الروح وتزيد التفائل. ما اجمل أن تنتشر البسمة في المجتمع حتى تخفف كثيرا من الآلام التي يعيشها الناس في حياتهم ، ليس بالضرورة أن يكون المرء خالياً من المشكلات والازمات لكي يبتسم. اذ كان رسولنا الكريم يبتسم دوماً برغم الأحزان التي تلاحقه من آن لآخر. للابتسامة فوائد كثيرة فهي باب من أبواب الخير والصدقة وقد تساعد الابتسامة على خفض ضغط الدم، وتنشط الدورة الدموية وتؤخر عوارض الشيخوخة وتزيد الثقة بالنفس وتقوي العلاقات الاجتماعية وتخفف من حدة الاجهاد والتوتر وتزيد من أداء الأفراد .على الرغم من بساطة الابتسامة إلا أنها من أكثر الأشياء اهمية لما لها من أثر نفسي ايجابي على الفرد.
هنالك فرق بين الابتسامة والضحك: فالابتسامة هي رد فعل إيجابي بينما الضحك قد يكون سلبياً . الابتسامة معبرة عن وفاء وصفاء لكن قد يكون الضحك للاستهزاء والمكر والخديعة ، الابتسامة شفاء للأسقام بينما كثرة الضحك يفسد القلوب …
لنقف قليلا عند هذه الكلمات…. ماذا لو كان الموظف مبتسماً متفائلًا مخلصاً في عمله ومبادراً ومقدراً لظروف الاخرين بدلا من أن يكون عصبياً سيء المزاج والتعامل ، ماذا ينقص الرجل صاحب المنزل لو دخل منزله مبتسماً متفائلا بدلا من أن يكون رافعاً صوته محاسباً على الصغيرة والكبيرة ، ماذا يكون لو ابتسم الطبيب في وجه المريض وخفف عنه الروع وتفاءل له بالشفاء بإذن الله بدلا من أن يكبر له الاسقام .
يا فاقد البسمة عود نفسك على الابتسامة وجاهد نفسك عليها، وبالمجاهدة يهديك الله سبيلها وتنعم بعدها بحلاوة ولذة الابتسامة.
سحر خليل