قد تختلف المواقف أو تتباين في قضايا شائكة تتعلق بمسارات العمل السياسي والاقتصادي ومن الشائع جدا ان تتبدل في أوقات متفاوتة مواقف الكثير من الدول والأحوال والاشخاص في ملفات داخلية أو خارجية لكن من الصعب جدا لدولة او حزب أو جهة أو شخص أن يكون محايدا في قضايا تتعلق بإهانة دين أو المساس بكرامة وطن أو شعب ..هكذا تعلمنا الأديان السماوية وهكذا تربينا دروس الوطنية وهكذا تثقفنا الجامعات والمدارس والمجالس ويحفل التاريخ الانساني للأمم والشعوب بالكثير من الشواهد والمحطات التي تتحدث عن مواقف مشرفة وخالدة وقف فيها انبياء ورسل وعلماء وزعماء إلى جانب اممهم وشعوبهم ولم ترهبهم قوة وسطوة الاعداء في النطق بالحقيقة وفي الحديث النبوي الشريف (اعظم الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر ) على وفق هذا المفهوم ينبغي التعامل مع القضايا والاحداث التي تحيط بوطننا وشعبنا ويصبح من المباح أن يعبر الآخرون عن وجهات نظرهم بالقبول او الرفض والتأييد او المعارضة تجاه ملفات مختلفة حولها.
لكن الاهم هو أن لا يكون أحد محايد في قضايا مصيرية تتعلق بما يؤمن به أبناء شعبنا في تعايشهم الديني وما يتعلق بكرامة وطنهم وشخوصهم فلامجال هنا لوجهات النظر ولامجال لأي تهاون في منع من يريدون النيل من تلك المحرمات ونتعجب كثيرا حين نشاهد من خلال وسائل الإعلام عراقيين يتماهون مع دعوات مشبوهة ومريضة تستهدف سيادة العراق أو توفر الفرصة للقتلة والمجرمين لتبرير أفعالهم الاجرامية بما يمكنهم من الاستمرار بممارساتهم البغيضة والمرفوضة من الداخل والخارج وهناك لابد من التثقيف وتعميق الروح الوطنية بين جميع أفراد الشعب العراقي بهذه الحقائق والثوابت من خلال الحوارات المباشرة في وسائل الإعلام المختلفة ومن خلال عقد الندوات ومن خلال المنابر الدينية والثقافية وقد اثبتت الأحداث الماضية الحاجة الكبيرة لهذا التثقيف بعد أن بانت بشكل واضح بعض التصريحات اللامسؤولة لشخصيات سياسية وامنية أرادت تدعيم مواقف السلطات التي تعمل تحت لوائها على حساب الموقف الوطني العام وتناغمت معها بعض القنوات الفضائية الممولة من قبل أحزاب وكيانات تريد الترويج لأفكارها من دون الالتفات للأضرار التي تسببها للشعب العراقي ومهما كانت التصريحات والخطب التي تتبناها الاحزاب والجهات المشاركة في العملية السياسية متوازنة وحيادية تجاه الملفات الشائكة فان الحياد مرفوض حينما يتعلق بكرامة العراق وشعبه وسيادة الوطن واستقلاله.
د. علي شمخي