أدّى إلى إغلاق وإعادة فتح مطار الخرطوم
متابعة ـ الصباح الجديد :
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، امس الأربعاء، أن ما حدث في الخرطوم، محاولة لإجهاض الثورة، مشددًا على عدم السماح بحدوث انقلاب في البلاد.
وكان اندلع إطلاق نار كثيف امس الأول الثلاثاء في الخرطوم بعد أن «تمرّد» عناصر من جهاز المخابرات العامة السوداني ضد خطة لاعادة هيكلته، ما أدّى إلى جرح خمسة أشخاص وإغلاق مطار الخرطوم، على وفق مسعفين ومسؤولين أمنيين، كان من بيتهم فتى وجندي في اطلاق النار على قاعدتين تابعتين لجهاز المخابرات العامة الذي كان يُعرف سابقا بجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، وكان مثيراً للجدل خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير.
وأعلن البرهان، عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها في مطار الخرطوم، بعد أن تمت السيطرة على جميع المقارّ من قبل القوات المسلحة السودانية.
ووفق ما نقلته «سكاي نيوز»: أشار رئيس المجلس السيادي في السودان إلى أن القوات المسلحة متماسكة لحماية المرحلة الانتقالية.
وتمكنت القوات المسلحة السودانية، مساء الثلاثاء، من استعادة جميع مقار المخابرات في الخرطوم من قبضة عناصر أمن متمردة.
وقال مصدر لرويترز: «القوات المسلحة تستلم جميع مقار هيئة العمليات بعد نجاح تفاوض قاده مدير جهاز المخابرات دمبلاب، وأقنع القوات بتسليم سلاحها وتسليم المقار وانتهاء الأزمة».
كانت تلك القوات فتحت النار احتجاجًا على المكافأة المالية والمزايا التي أقرّتها الجهات الرسمية مقابل إنهاء خدماتهم.
وفي وقت سابق أعلن الجيش السوداني فرض سيطرته على مقر هيئة العمليات بحي كافوري شمالي الخرطوم بعد تجدد الاشتباكات مع العناصر المتمردة.
وسبق ذلك إرسال الجيش السوداني لدبابات إلى منطقة كافوري شمالي الخرطوم للسيطرة على الأوضاع، بعد إطلاق نار كثيف و»تمرد» عناصر من جهاز المخابرات العامة السوداني؛ ما أدى إلى إغلاق مطار الخرطوم.
من جانبه أكد النائب العام السوداني، تاج السر على الحبر، أن ما حدث من منتسبي جهاز المخابرات العامة «هيئة العمليات» المسرحين؛ يشكل جريمة تمرد بكامل أركانها، ولا بد من التعامل مع مرتكبيها وفقًا لأحكام القانون، وتقديمهم للمحاكمات العاجلة.
وطالب الحبر بإجراء التحقيقات اللازمة للكشف عما حدث وإعادة هيكلة جهاز المخابرات وفقًا للوثيقة الدستورية، مشددًا على رفع الحصانات وتقديم المتهمين للمحاكمات عن الجرائم التي ارتكبوها في حق المواطنين.
ولعب جهاز الأمن والمخابرات الوطني دوراً أساسياً في قمع التظاهرات التي انطلقت في كانون الأول 2018 وأدت إلى إطاحة الجيش بعمر البشير تحت ضغط الشارع في نيسان بعد 30 عاماً من الحكم.
وذكر شهود عيان لمراسل وكالة فرانس برس ان اطلاق النار اندلع في قاعدة الرياض القريبة من مطار الخرطوم، وقاعدة بحري شمال العاصمة.
وشاهد مراسل فرانس برس العديد من العربات التي تحمل الجنود وعناصر قوات الدعم السريع تتوجه الى القاعدتين.
وصرح فيصل محمد صالح المتحدث باسم الحكومة ان «بعض مناطق العاصمة شهدت تمردا لقوات هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة حيث خرجت وحدات منها الى الشوارع وأقامت بعض المتاريس وأطلقت زخات من الرصاص في الهواء».
واضاف أن «بعض الوحدات رفضت المقابل المادي الذي قررته الجهات الرسمية مقابل التسريح واعتبرته أقل مما يجب أن يتلقوه».
وقال «في هذه الأثناء نرجو من المواطنين الابتعاد عن هذه المواقع المحددة وترك الامر للقوات النظامية لتأمين الموقف».
وذكر اطباء مقربون من الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بالبشير أن فتى في الخامسة عشرة من عمره اصيب بجروح من عيارات نارية.
اتهام رئيس الجهاز السابق
واتّهم الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقّب ب»حميدتي» والذي يرأس قوات الدعم السريع، الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة بالتخطيط لـ»التمرد».
وتنحّى قوش، الشخصية البارزة في النظام السابق، من منصبه بعد ايام من الاطاحة بالبشير. ولا يعلم مكان تواجده.
ودعا المدعي العام السوداني الى نزع الحصانة عن أفراد جهاز المخابرات المتورّطين في التمرد.
وقال في بيان إنّ «أفراد المخابرات المتورطين فيما حدث اليوم ارتكبوا جريمة، أدعو الى رفع الحصانة عنهم حتى يواجهوا العدالة».
من جهتها دعت قوى الحرية والتغيير السكان الى الهدوء وعدم منح فرصة لمن يرغبون في «جرّ البلاد الى سفك الدماء».
وأضاف أنه «في إطار هيكلة الجهاز وما نتج عنها من دمج وتسريح حسب الخيارات التي طرحت على منسوبي هيئة العمليات، اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة».
وصرح مصدر أمني لوكالة فرانس برس أن اطلاق النار اندلع في البداية في مدينة الأُبيّض، وبعد ذلك في قواعد جهاز المخابرات العامة في الخرطوم.
وأعلن عبد الحافظ عبد الرحيم المتحدث باسم الطيران المدني السوداني لوكالة فرانس برس «تم إغلاق مطار الخرطوم أمام الملاحة الجوية لمدة خمس ساعات لأسباب أمنية حتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (18,00 ت غ)».
وكتب على تويتر «نطمئن مواطنينا ان الأحداث التي وقعت اليوم تحت السيطرة وهي لن توقف مسيرتنا ولن تتسبب في التراجع عن أهداف الثورة. الموقف الراهن يثبت الحاجة لتأكيد الشراكة الحالية والدفع بها للأمام لتحقيق الأهداف العليا».
وأضاف «نجدد ثقتنا في القوات المسلحة والنظامية وقدرتها على السيطرة على الموقف».
ومنذ أن توصل العسكريون وقادة الاحتجاجات في السودان إلى اتفاق في آب ، تحولت السلطة في البلاد إلى حكومة انتقالية.
وقتل 177 شخصاً خلال قمع التظاهرات بحسب منظمة العفو الدولية. وتقول لجنة أطباء قريبة من المتظاهرين إن عدد الضحايا بلغ 250 شخصاً.