ترفض الحل العسكري فيها
متابعة ـ الصباح الجديد
قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية امس الأول السبت إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد حدة الصراع في ليبيا وسط تقارير عن وجود مرتزقة روس يدعمون قوات خليفة حفتر على الأرض مما يزيد الصراع دموية.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تواصل الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، لكنه أضاف أن واشنطن لا تنحاز لطرف في الصراع وتتحدث مع جميع الأطراف التي قد تكون مؤثرة في محاولة صياغة اتفاق يحل الصراع.
وقال المسؤول لرويترز «نحن قلقون للغاية بشأن التصعيد العسكري… نرى الروس يستخدمون الحرب الهجينة ويستخدمون الطائرات والطائرات المسيرة… هذا ليس جيدا». وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ”مع تزايد أعداد قوات فاجنر والمرتزقة على الأرض نعتقد أنها تغير مشهد الصراع وتصعده“ في إشارة إلى مجموعة مرتزقة معروفة باسم فاجنر.
وليبيا منقسمة منذ عام 2014 إلى معسكرين عسكريين وسياسيين متناحرين أحدهما في العاصمة طرابلس والآخر في الشرق. وتخوض حكومة السراج صراعا مع قوات حفتر المتمركزة في شرق ليبيا.
ويقول دبلوماسيون ومسؤولون في طرابلس إن حفتر يحظى بدعم من مصر والإمارات وأيضا من مرتزقة روس في الآونة الأخيرة. وأثيرت القضية في اجتماع هذا الشهر بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف.
وقال بومبيو إنه لا يمكن أن يكون هناك أي حل عسكري للصراع وإن واشنطن حذرت الدول من إرسال أسلحة إلى ليبيا. وأضاف أنه نبه لافروف بالتحديد إلى حظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة على ليبيا.
ويحاول الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر منذ أبريل نيسان انتزاع السيطرة على طرابلس. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن حفتر إطلاق «المعركة النهائية» للسيطرة على العاصمة لكنه لم يحقق تقدما يُذكر.
وقال المسؤول الأمريكي إن مشاركة المرتزقة الروس حتى الآن لم تغير كفة الصراع لصالح حفتر. وأضاف «أنهم يجعلون الصراع أكثر دموية… لحقت أضرار أخرى بالمدنيين وبالبنية التحتية مثل المطارات… تم استهداف المستشفيات. لكن في الوقت نفسه لا نرى أن حفتر يحقق تقدما».
- اتفاق تركيا مع ليبيا «استفزازي»
تدعم تركيا الحكومة الليبية المعترف بها دوليا بقيادة السراج ووقع الجانبان مذكرة تفاهم بشأن التعاون البحري في شرق البحر المتوسط علاوة على اتفاق أمني قد يعمق التعاون العسكرين بين الجانبين.
وفي أول رد فعل من الولايات المتحدة على الاتفاقين بين تركيا وليبيا، قال المسؤول الأمريكي إن مذكرة التفاهم البحرية «غير مفيدة» و»استفزازية».
وقال المسؤول «الآن فيما يتعلق بالحدود البحرية، أنت تقوم بترسيم الحدود في اليونان وقبرص… من وجهة نظر الولايات المتحدة، هذا مثار قلق… هذا ليس الوقت المناسب لإثارة المزيد من عدم الاستقرار في البحر المتوسط».
وقال تقرير لخبراء الأمم المتحدة اطلعت عليه رويترز الشهر الماضي إن أنقرة أرسلت بالفعل إمدادات عسكرية إلى ليبيا في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة. وأثار اتفاقها البحري مع ليبيا غضب اليونان والاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا يمكن أن ترسل قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني لكنها لم تتلق أي طلب حتى الآن.
وضبطت قوات المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق ليبيا سفينة تركية قبالة السواحل الشمالية الشرقية للبلاد، بحسب ما أعلن امس الأول السبت اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قواته.
وأوضح اللواء أحمد المسماري في بيان نشره عبر صفحته الرسمية في الفيسبوك، أنه «تم القبض على سفينة تحمل علم (غرينادا) يقودها طاقم يتكون من أتراك» وذلك اثناء «دورية في المياه الإقليمية الليبية قبالة ساحل درنة» الواقعة على بعد 1300 كلم شرق العاصمة طرابلس، لـ»السرية البحرية المقاتلة (سوسة)».
وأضاف المسماري»تم جر السفينة إلى ميناء رأس الهلال للتفتيش والتحقق من حمولتها واتخاذ الاجراءات المتعارف عليها دوليا في مثل هذه الحالات».
وميناء رأس هلال الواقع ضمن ساحل مدينة درنة يقع تحت سيطرة قوات حفتر شرق ليبيا.
ونشر المتحدث العسكري مقطع فيديو يظهر أفراد دورية خفر السواحل يحملون أسلحة خفيفة، كما يظهر عملية اعتراض السفينة وإنزال طاقمها المكون من 3 أشخاص على متن قارب دوريتهم، والتحقيق معهم والتحقق من وثائقهم الخاصة.
ويأتي هذا الاعلان بعد أيام من إعلان حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج والمعترف بها من الامم المتحدة «الموافقة على تفعيل» مذكرة تعاون عسكري وقعت مؤخرا مع تركيا.
وكان الرئيس التركي رجب اردوغان صرح في العاشر من كانون الاول أنه مستعد لإرسال جنوده الى ليبيا دعما لحكومة السراج اذا طلب هذا الاخير ذلك، ما أجج التوتر. وصادق البرلمان التركي اليوم على اتفاقية التعاون الأمني والعسكري مع حكومة السراج.
يشار الى ان قوات المشير حفتر تلقى دعما خصوصا من مصر والامارات اللتين تنافسان تركيا إقليميا.
وتشهد ليبيا، الغارقة في الفوضى منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، مواجهات عنيفة منذ الرابع من نيسان عندما شنت قوات حفتر هجوما للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني.
وتسببت المعارك بمقتل أكثر من ألفي مقاتل وما لا يقل عن مئتي مدني، فيما بلغ عدد النازحين 146 ألف شخص، بحسب غسان سلامة المبعوث الدولي الخاص إلى ليبيا.