مبادرة شجاعة وداعمة للمتظاهرين في ساحة التحرير، قام بها السينمائيون الشباب، حيث نصبوا خيمة كبيرة لعرض الأفلام السينمائية التي لها علاقة بطلبات المتظاهرين، حضور كبير من المتظاهرين لخيمة العروض التي استهلت بعرض فلم مصور بغداد للمخرج الشـاب مجـد حميـد، تلاه فلم المخرج الكبيـر أميـر كوستريكـا، Life is Amiracle ، ابطال فلم مصور بغداد الاء نجم وأيـاد الطائـي ، ولبـوة ، حضروا العرض دعما للمبـادرة التـي قام بهـا الشباب السينمائي، علي رحيم ، مهند حيال، ملاك عبد علي وغيرهم.
تأتي أهمية هذه المبادرة لتأكيد الأهمية الكبيرة التي تشكلها السينما في دعم انتفاضات الشعوب ضد الفساد والظلم، لكن عروض الأفلام وحده لا يفي بالغرض المطلوب، فالتوثيق اليومي الدقيق لكل ما يجري من أحداث داخل ساحات التظاهر يشكل العامل الأهم في دعم هذه الانتفاضة، وفعلا بدأ العديد من الشباب بحمل كاميراتهم وتصوير ما يجري ، ففي كل زاوية من زوايا ساحة التحرير تجد الشباب يحملون كاميراتهم السينمائية ، يصورا ما يجري، مدركين تماما ان ما يوثقوه سيشكل مادة كبيرة وواسعة للقادم من الأفلام الروائية والوثائقية التي ستتحدث عما جرى، وحجم التضحيات التي دفعها المنتفضون، شهداء وجرحى، كذلك حجم المشاركة الواسعة لمختلف شرائح الشعب، مشاركة النساء الفاعلة في التظاهرات، الأطباء والمسعفون، أصحاب التك توك، توافد أبناء المحافظات القريبة وغيرها .
ومثلما خرجت الواقعية الإيطالية من رحم الحدث الكبير المتمثل بسقوط الفاشية وقائدها موسوليني، والذي وثقته كاميرات السينمائيين الايطاليين ، فقد يكون للسينما العراقية واقعيتها الجديدة المتميزة، كونها واقعية عراقية، شاهدة على كم الحيف والظلم الذي تعرض له الشعب العراقي على مدى عقود عدة، تحمل فيها كل أنواع الظلم، حتى جاءت ساعة الانتفاضة الباسلة التي لن تقف الا بتغيير شامل لنظام عمل مدى ستة عشر عاما على إشاعة الخـراب والفسـاد في كـل جوانـب الحيـاة.
تحية للسينمائيين الشباب الذي بادروا، وتحية لكل الذين دعموا هذه المبادرة، كذلك تحية لكل سينمائي حمل كاميرته حتى لو كانت كاميرا هاتفه المحمول ليوثق انتفاضة هذه الشعب العظيم.
كاظم مرشد السلوم