البصرة.. تطويق حقل مجنون وإعادة فتح ميناء أم قصر
بغداد ـ الصباح الجديد:
أعلنت النقابة العامة للعاملين في قطاع النفط والغاز في العراق إضراباً عاماً، أمس الأحد، دعماً لمطالب المحتجين، الأمر الذي يزيد من رقعة الاحتجاجات والضغط على الحكومة، إذ شهدت عدة قطاعات ومحافظات بالدولة إضراباً عاماً أيضاً.
وقال رئيس النقابة جعفر جواد جعفر، في بيان، على وفق وكالة الأناضول، إن القرار يأتي «احتجاجاً على الأوضاع المزرية التي يعاني منها أبناء الوطن، والمطالبة بالحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية التي كفلها الدستور، ومساندتنا الكاملة للمتظاهرين في عموم العراق».
ويمثل إضراب العاملين في النفط والغاز تطوراً جديداً، يطاول القطاع الحيوي من الداخل، إذ كان في السابق عرضة للتظاهرات التي أدت إلى قطع الطرق الرئيسة المؤدية إلى بعض الحقول النفطية وموانئ التصدير.
وبداية تشرين الثاني الجاري، أغلق مئات المتظاهرين مصفاة «الشنافية» جنوبي محافظة الديوانية، ومنعوا صهاريج نقل المشتقات النفطية من الدخول، والخروج من وإلى المصفاة.
وقبل ذلك بأيام، أقدم متظاهرون في محافظة البصرة على قطع طرق رئيسية مؤدية إلى مواني أم قصر (تجاري)، وخور الزبير (صناعي) وأبو فلوس (مخصص لاستقبال البضائع العامة)، ومعمل الأسمدة ومرفأ الغاز السائل ومحطة الكهرباء الغازية. وفي محافظة ميسان (شرق) قطع المتظاهرون طرقاً مؤدية إلى الحقول النفطية، وإلى المنفذ الحدودي البري بين العراق وإيران.
ويزيد الإضراب في قطاع النفط والغاز من الضغط على الحكومة، في حين بدأ آلاف المحتجين اعتصامات أمام دوائر الدولة في محافظات وسط وجنوبي البلاد لفرض الإضراب العام، لتعلن محافظتا ميسان وذي قار في وقت لاحق، تعطيل الدوام الرسمي لدواع أمنية.
ويشهد العراق منذ مطلع تشرين الأول الماضي، احتجاجات غير مسبوقة تطالب برحيل حكومة عادل عبد المهدي، التي تتولى السلطة منذ أكثر من عام.
وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات وتأمين فرص عمل ومحاربة الفساد، قبل أن تشمل مطالبهم رحيل الحكومة والنخبة السياسية المتهمة بالفساد.
وما يؤجج الاضطرابات هو الغضب الناشئ عن اقتصاد متخم بأموال النفط فشل في توفير الوظائف وتحسين حياة الشباب، الذين يشكلون غالبية الذين خرجوا إلى الشوارع، ويقولون إنهم سئموا من الفساد الحكومي الفاضح وتدني الخدمات الأساسية.
وأغلق محتجون بوابة حقل مجنون النفطي في محافظة البصرة، بحسب وكالة الأنباء العراقية «واع»، التي أشارت إلى أن المتظاهرين يطالبون بتوظيفهم وأن إدارة الحقل وعدتهم بتنفيذ مطلبهم.
كما أكد مدير عام الموانئ إعادة فتح ميناء أم قصر في البصرة بعد التفاوض مع المتظاهرين الذين منعوا في وقت سابق الشاحنات من الدخول، مطالبين بتوظيفهم.
وعاود المحتجون، مساء الجمعة الماضي، إغلاق بوابة ميناء أم قصر. إلى ذلك أوضح مصدر أمني مسؤول أن هناك غلقاً جزئياً للميناء اقتصر على خروج السيارات المحملة بالبضائع فقط، وعدم دخول أي سيارة خلال هذه الفترة.
وفي وقت سابق الجمعة، ذكرت «واع» أن العمل في الميناء يجري بشكل اعتيادي وطبيعي، بعد أن أغلق المحتجون بوابة الميناء لساعات ليل الخميس. يذكر أن أم قصر يستقبل واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر، التي تغذي البلد الذي يعتمد إلى حد كبير على الأغذية المستوردة.
وسبق أن أغلق المحتجون مدخل ميناء أم قصر مطلع الشهر الحالي، في حين أشار المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة إلى أن الإغلاق كلف البلاد ما يزيد عن 6 مليارات دولار.