روسيا و”اليورو” يناقشان اتفاقية حل نزاعات منظمة التجارة العالمية
الصباح الجديد ـ وكالات:
أعلنت وزارة التجارة الصينية توصل فريقي المفاوضين الصيني والأميركي إلى اتفاق مبدئي بشأن التجارة بين البلدين.
وأفادت وكالة “فرانس برس” بأن نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي أجرى اتصالا هاتفيا مع الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوتشين.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان لها، إن الجانبين “أجريا مناقشة جدية وبناءة بشأن كيفية معالجة النقاط الأساسية التي تتصدر اهتمامهما وتوصلا إلى اتفاق على المبادئ”.
وأضافت الوزارة أن الجانبين بحثا أيضا ترتيب المناقشات التالية حول الموضوع.
من جانبه، أعلن مكتب الممثل التجاري الأميركي عن إحراز “تقدم في مختلف المجالات” خلال مناقشات لايتهايزر ومنوتشين مع الصين، مضيفا أن الجانبين يعملان على حل بعض المسائل المنفصلة، وأن المناقشات ستستمر على مستوى أدنى.
ولم يؤكد المكتب الأميركي التوصل إلى الاتفاق المبدئي الذي أعلن عنه الجانب الصيني.
يذكر أن الولايات المتحدة والصين تعملان على اتفاق بشأن التجارة، يراد منه إنهاء “حرب الرسوم التجارية” التي شنتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في وقت سابق.
ويتابع المسؤولون الأوروبيون بحذر تطورات الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة. ويشتبهون في إمكانية تواطؤ واشنطن وبكين للتوصل إلى صفقة لاقتسام الاقتصاد العالمي، تأتي على حساب حصة الاتحاد الأوروبي من التجارة العالمية.
ويزداد القلق الأوروبي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، إذ سترتبط تطورات هذه الحرب بالمسار الذي سيرى ترامب فيه طريقا واعدا لإعادة انتخابه. ويتوقع أن يلجأ الرئيس الأميركي إلى تشكيل اتفاق مع منافسه في السباق غير المتكافئ، الرئيس الصيني شي جين بينغ، والذي يمكن أن يروج له كـ”أكبر صفقة على الإطلاق”.
وتجلّت ملامح هذا المسار من خلال إعلان ترامب أن واشنطن وبكين اتفقتا على المرحلة الأولى من اتفاق للتجارة، وتشمل المشتريات الزراعية والعملة، وبعض جوانب حماية الملكية الفكرية.
والاتفاق الجزئي الأولي، هو أكبر خطوة نحو تسوية حرب تجارية بدأت قبل 15 شهرا بين البلدين، وألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي. وتؤكد الصين على ضرورة إلغاء الولايات المتحدة التعريفات حتى يتسنّى للبلدين التوصل إلى اتفاق تجاري نهائي.
ويقول الخبراء إن أي قرار بين واشنطن وبكين لا يمكن أن يكون مجرد صفقة عادية، إنه معضلة، خاصة بالنسبة لأوروبا التي أصبحت عالقة في وسط الصراع. ويتجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين الاثنين للسعي لمنع أن تكون أوروبا الخاسر الأكبر من الهدنة التجارية الوشيكة التي وضعها ترامب مع بكين.
وينقل عن مسؤول في قصر الإليزيه في باريس أجواء هذا القلق: “نحن لا نريد أن تكون أوروبا ضحية التجارة بين الولايات المتحدة والصين”، مضيفا أنه بات “ضروريا المضي قدما الآن في البحث في العلاقات الثنائية بين الصين والاتحاد الأوروبي”.
وكان من المتوقع أن يوقع القادة الأميركيون والصينيون “المرحلة الأولى” من الصفقة التجارية المتوخاة في قمة في تشيلي في تشرين الثاني، لكن الإطار الزمني لأي اتفاق غير واضح الآن بعد إلغاء هذا الحدث بسب الاحتجاجات في هذا البلد.
ويرى الأوروبيون أن تكتيكات ترامب الأكثر عدوانية في الحرب التجارية ما هي إلا مناورة لتوسيع التعاون مع الصين. وعلى سبيل المثال، عوّلت أوروبا كثيرا على بكين كحليف محتمل لكبح جماح هجوم ترامب الشامل على نظام محكمة منظمة التجارة العالمية، كما ترغب بروكسل أيضًا في المضي قدمًا في اتفاقها مع الصين بشأن شروط الاستثمار.
وأعرب ماكرون عن مخاوف بشأن صفقة بين واشنطن وبكين، ولمح إلى مخاطر مثل هذا التقارب خلال قمة مجموعة السبع التي استضافها في آب الماضي.
في سياق متصل، أعلن وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم أوريشكين، أمس السبت، أن روسيا والاتحاد الأوروبي يناقشان إبرام اتفاق بشأن حل النزاعات التجارية المتبادلة في إطار منظمة التجارة العالمية.
وقال أوريشكين، للصحافيين: «الآن، كما تعلمون، تواجه منظمة التجارة العالمية مشكلة كبيرة جدا مع هيئة الاستئناف – سيجري تجميد إمكانية تعيين المحكمين هناك. ولكن بعض البلدان تجري الآن مفاوضات ثنائية».
وأضاف أوريشكين قائلا: «نحن نشارك أيضا في مثل هذه المفاوضات لتوقيع اتفاقيات ثنائية تسمح لنا بالعمل بشكل فعال في ساحة منظمة التجارة العالمية نحن نجري مثل هذا النقاش مع الاتحاد الأوروبي».
وفي الوقت نفسه، لم يصرح الوزير مع من تجري هذه المفاوضات بالتحديد.