مهدي عبد الصاحب.. «مستر مارسيدس» لقب اعتز به:
بغداد ـ سمير خليل:
نال النجومية في عمر صغير، صال وجال في الملاعب، مثل منتخبات الناشئين والشباب والوطني ولعب لاندية الطلبة والجيش والجوية، كان احد فرسان الفريق الذهبي الذي احرز كأس شباب آسيا عام 1977 في طهران عندما هزم المنتخب الايراني في المباراة النهائية وفي عقر داره، غادر العراق مكرها ليعود بعد عقود وهو يحمل شهادات تدريبية عديدة ، عرض خدماته للعمل كمدرب في العراق ومن دون مقابل لكنه جوبه بالرفض، تسلم إدارة ملعب الشعب الدولي وعمل على اعادة جزء من بريقه.
انه، مهدي عبد الصاحب» او «مستر مارسيدس» كما كان يطلق عليه عندما كان لاعبا ماهرا، مهدي كان ضيفنا في رياضة» الصباح الجديد» للحوار عن واقع الكرة العراقية لكنه تحسر بداية الحوار واصفا حال كرتنا بالمؤلم ويضيف» حقيقة ،الكرة العراقية وخلال الفترة التي اعقبت فوزنا بكأس آسيا عام 2007 في تراجع شديد ولاتبشر بالخير والسبب يعود لغياب التخطيط في مسار الكرة العراقية ، كرة القدم حالياً اصبحت علم وتخطيط، إدارة وتنظيم رؤيا للمستقبل وهذا مانفتقده اليوم» .
- وماذا عن منتخبنا الوطني ومدربه كاتانيتش؟
ـ من خلال متابعاتي للمنتخب الوطني في مبارياته الثلاثة في التصفيات لم يكن بالمستوى المطلوب ولم نشاهد اداء قويا لمنتخبنا يسمح لنا بتقييمه والفرق التي لاعبناها لم تكن بمستويات قوية ،وبالنسبة للمدرب فانا لااحمله اي مسؤولية بل المسؤولية تقع على اتحاد الكرة المركزي وضعف التخطيط الكروي. *الدوري الكروي ،هل تتابع مبارياته؟
ـ ضمن المنظومة الكروية بشكل عام فالدوري ايضا يعاني من الضعف، تابعت بعض المباريات القوية من الدوري الممتاز مثل الجوية والزوراء، الجمهور غفير ومتحمس لكن المباريات فقيرة، اساسيات الكرة غير موجودة بسبب قدم اساليب التدريب ، مع الاسف لااحد يعمل على تطوير قدراته. *لديك راي بملاعب الخماسي ؟
ـ اخطر شيء على كرة القدم هي ملاعب الخماسي في مقابل الملاعب المفتوحة، تأثيرات فسلجية كبيرة على اللاعبين تتعلق بتحمل القلب وضخ الدم في الجسم ،فلاعب الخماسي يكون محدد فسلجيا بسبب صغر مساحة الملعب بالاضافة للمهارة والتكتيك. - والاحتراف ؟هل يمكن ان تعتمد عليه كرتنا؟
ـ نحن بحاجة ماسة للاحتراف ،لاعبونا يفتقدون عقلية الاحتراف ،الاحتراف يهتم بثقافة اللعب وثقافة اللاعب ،الاولى هي ماتعلمه اللاعب من المدرب وما تعلمه من خلال تدرجه بالفئات العمرية اما ثقافة اللاعب فهي مايخص تواجده داخل الملعب وخارجه ،هناك التزام وضوابط واسس تحدد مسيرة اللاعب المحترف منها التغذية ،النوم ،السلوك والتصرفات داخل وخارج الملعب ،يعمل على تطوير نفسه دائما، المهارات ،التسديد ، التهديف ،حتى اللاعبين الكبار يعملون دائما على الاحتفاظ بقدراتهم وتطويرها ، نحن نفتقد ثقافة الاحتراف لاننا لانمتلك اندية نموذجية بامكانها تطبيق الاحتراف. *دائما ماتشغلك الفئات العمرية ،ماهو سبب اهتمامك بها؟
ـ هي اساس بناء كرة قدم صحيحة بالبلد ،المدارس والاكاديميات الكروية التي تزرع بذور الموهبة وترعاها ،مع الاسف من يقود الكرة العراقية اليوم لايبدي اهتماما بهذه الفئات ،وهي ايضا تخضع لاسس وضوابط ومناهج وبرامج تدريبية ،رغم اننا نمتلك قدرات تدريبية تخصصية لبناء قاعدة الفئات العمرية من المتخصصين ولاعبي المنتخبات السابقين ،الاهتمام واعداد الفئات العمرية تختلف برامجها بين فئة واخرى فمن عمر ست الى سبع سنوات يكون التركيز على تعليم المهارات الاساسية ،من عمر 10 الى 12 سنة يتعلم انواع الدفاع بالاضافة للمهارات الاساسية ونفس المنهج لعمر 13 الى 16 سنة ،المحصلة لاعب ماهر بثقافة لعب عالية باشراف مدرب اختصاص. - حدثنا عن مسيرتك التدريبية ؟
ـ بعد اعتزالي كرة القدم مكرها ومغادرتي العراق عملت على تطوير امكاناتي التدريبية في السويد منها سنتين لدراسة علم تدريب كرة القدم واستمريت حتى حصلت على 15 شهادة تدريبية وخلال تلك السنوات كنت احلم بالعودة الى العراق والعمل في ملاعبه ،ولصعوبة عودتي للوطن عملت لمدة سنتين في اعداد لاعبين للنادي العربي القطري وبالنظر لامكانياتي التدريبية رشحت لقيادة الفريق الاول للنادي والذي يلعب بالدوري القطري ،وفي عام 2007 تعاقدت في السليمانية على الاشراف على مدرسة كروية لمدة عامين وبعد عام واحد غادرت السليمانية عائدا الى بغداد ، هنا عرضت امكاناتي التدريبية لتدريب المنتخبات والفئات العمرية مجانا لكنني قوبلت بالرفض بسبب جديتي وحرصي الشديدين. - ولقب مستر مارسيدس؟
ـ عندما كنت العب في نادي الطلبة كنت اتمتع بسرعة كبيرة تتعب المدافع الذي يلازمني وكان رئيس النادي محمد دبدب يحضر التدريبات ويطلق علي اسماء سيارات بسبب سرعتي كمستر بيجو ومستر مارسيدس ،ولكن خلال بطولة مرديكا في كوالالمبورعام 1981 مع المنتخب الوطني واجهنا منتخب مقاطعة ساوباولو البرازيلية الذي كان يضم عددا من نجوم البرازيل المعروفين،في تلك المباراة لعبت بمستوى اعجب المتابعين وسجلت هدفا جميلا ففوجئت في اليوم الثاني ان الصحافة الماليزية تطلق علي لقب مستر مارسيدس ايضا.