وداد إبراهيم
يشهد المشهد التشكيلي اليوم انبثاق مجموعة (ازاميل) الفنية التي تهتم بالنحت والتي تحاول احياء ما انفرط من عقد هذا الفن في السنوات الماضية.
يقول النحات هيثم حسن مؤسس المجموعة:
- لم تكن جماعة (ازاميل) وليدة اليوم، او أمس، اذ تبلورت فكرة تأسيسها عدة أعوام، وكأني ابحث في ازمنة قديمة، وأخرى متحركة لتبقى في حدود نص فني، فالنحات قد يستعير الاشكال الواقعية، لكنه لا يتوقف عندها، فقد سعى عدد من الفنانين مطلع الخمسينيات، والستينيات من القرن الماضي الى إرساء الأسس الفنية ضمن جماعات منها (الرواد، وبغداد، والانطباعيين) من بينهم (جواد سليم، وشاكر حسن ال سعيد، وإسماعيل فتاح الترك، وقتيبة الشيخ نوري، وفائق حسن، وحافظ الدروبي).
ويضيف: (ازاميل) الجماعة الفنية التي أعدها امتدادا للجماعات الفنية التي تأسست سابقا، وانفرط عقدها في الثمانينيات حين طغت على الفنان العزلة، والانصهار مع الذات. وتتكون (ازاميل) من تسعة نحاتين، المؤسس انا، ومعي الفنانين (نجم القيسي، ورضا فرحان، وسعد الربيعي، وحارث لطيف، وعلوان العلواني، وسميرة حبيب، وعاتكة الخزرجي)، وأسست هذه الجماعة لرفع شأن التشكيل، والنحت العراقي، ودفع حركة التشكيل العراقي الى الامام.
ويتابع: اخذت تسمية (ازاميل) من مفردة (الازميل) أي الأدوات المعدنية الدقيقة التي يستعملها النحات ويطرق عليها في عمله الفني، لذا اجد وكأننا امام نهضة جديدة في ضوء التغييرات الفنية الجديدة، وما يحيط الفنان من احداث، واحداث على صعيد المجتمع العراقي، وللفنان الحق في تجسيدها على وفق معطيات جديدة، لذا كان اعلان هذه الجماعة في أيلول عام 2015 وكان لها عدة نشاطات فنية منها معرض في تركيا، واخر في ايران، وعمان، وبعد النجاح الذي تحقق في كل معارضنا خارج العراق، كان معرض (ازاميل الأول في بغداد) عام 2016 على قاعة جمعية الفنانين التشكيليين.
اما عن مشروع الجمعية ومستقبلها فقال: تستعد ازاميل لإقامة معرض فني لاستذكار الفنان النحات (إسماعيل فتاح الترك)، وسيقام في بغداد منتصف كانون الاول من العام الحالي، وقبل هذا لدينا معرض للنحت العراقي يقام في ايران منتصف تشرين الاول المقبل بمشاركة 50 فنانا، وسنقدم اربع ندوات عن النحت العراقي بمشاركة نقاد، وكتاب مهتمين بالنحت العراقي.
واختتم حديثه: اود ان اذكر ان هذه الجماعة غير تابعة لوزارة او مؤسسة سواء رسمية ام غير رسمية، وحين يكون لدينا نشاط، او معرض نقوم بجمع تكاليف المعرض فيما بيننا، من تأجير القاعة، وحتى طباعة “الفولدر” الخاص بالمعرض، من دون ان ننتظر دعما من أي جهة، ذلك لأننا اخذنا على عاتقنا ان نعمل من اجل الفن العراقي، والنحت العراقي، والبحث في إعادة صياغة الواقع انطلاقا من موجوداته، بوصف العمل الفني نصا مفتوحا، يمتلك الحرية في الأسلوب، والاتجاه.