اخيرا، اتقشعت غيمة الشك والريبة والتحفظ للاتحاد الدولي لكرة القدم، اطلق آباطرة الفيفا سراح ملاعبنا لتتلون بالوان الفرح والأمل والبطولات الكروية، اخيرا ترسخت القناعة لدى هؤلاء ان عراقنا، شعبنا، ملاعبنا، منتخباتنا، كرتنا أبرياء بما علق بهم طوال سنوات الحظر التي بدأت عام 2003 وتواصلت مع سنوات الحظر خلال فترة الحصار على العراق مع اختلاف الأسباب ، ثلاثة عقود توزعت خلالها فترات الحظر، الأولى عام 1985 والثانية 1990 والثالثة عام 2003 وهذه المرة كانت مبررات الحظر هي الظروف الأمنية التي مر بها العراق .
وخلال سنوات الحظر كان العراق، كل العراق يدا واحدة وقلبا واحدا ضد هذا الحيف بداية من مسؤولي الرياضة ،اللاعبين والمدربين، الإعلام، الأمن، والجمهور الوفي ولم تبرد جذوة المطالبة الجماهيرية بحقنا اللعب على ارضنا حتى رضخ الفيفا وقرررفع الحظر عن ثلاثة ملاعب عراقية هي البصرة وكربلاء وأربيل في تأكيد لقرار سابق للفيفا بهذا الصدد كان قد اصدره في شهر آذار العام الماضي 2018 قبل ان يعود الفيفا لالغاء القرار واستمرار العزف على نغمة الحظر النشاز، ولعل بطولة غربي آسيا التي احتضنتها أرض الرافدين مؤخرا والتي كانت لوحة جميلة اطرها الرقي بين تنظيم رائع ومباريات حافلة وجمهور وفي رسالة لكل العالم بان الحظر الجائر وصل الى طريق مسدود، كل هذا يضاف الى الجهود الخيرة والاصوات النبيلة للاشقاء والاصدقاء الذين وقفوا وقفة مشرفة تدعم مطالبتنا بحقنا المشروع وعلى رأس هذه الجهود كان الدور الرائد للشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي ظل يتابع قضية الحظر ورفعه من موقعه بعد ان شعر هو والكثيرين اننا نبحث عن حق اراد له البعض ان يتبعثر في اروقة الفيفا بدوافع متعددة في وقت شهدت ملاعب عربية وعالمية احداثا مؤسفة لا يمكن ان نشهدها في ملاعبنا لكن تلك الملاعب كانت بمأمن من المحاسبة .
الآن وقد استرجعنا حقنا المشروع علينا ان نعمل بجد فالمرحلة المقبلة ليست سهلة خاصة مع تلويح الفيفا الذي وضعنا تحت المتابعة تمهيدا لرفعه نهائيا اوعودة الحظر على ملاعبنا مرة اخرى وهذا يعني عودتنا الى المربع الاول، علينا أن نكون بمستوى حقنا وستكون مباريات منتخبنا الوطني في تصفيات مونديال قطر2022 على ملعب البصرة هي التحدي الاكبر، أن نعزز الصورة الزاهية التي ظهرنا عليها خلال بطولة غربي آسيا وأن نرحب كعادتنا بكل الضيوف ونثبت للجميع اننا اصحاب حق وسنكون بمستوى هذا الحق.
سمير خليل