ترامب يطالب «الفدرالي» خفض أسعار الفائدة 1 %
الصباح الجديد ـ وكالات:
توقع العديد من خبراء الاقتصاد ركودا في الاقتصاد الأميركي للعامين المقبلين، برغم اعتبارهم في الوقت نفسه أنه يمكن لقرارات المصرف الاحتياطي الفدرالي الأميركي تأخيره، بحسب استطلاع للرأي.
ومن بين 226 خبيراً استطلعت آراؤهم الرابطة الوطنية لاقتصاديي الأعمال، توقع 38 بالمئة دخول أول اقتصاد عالمي في ركود عام 2020، بينما تكهن 34 بالمئة دخوله في ركود عام 2021، في حين اعتبر 14 بالمئة أن ذلك سيحصل في وقت أبعد من ذلك.
في المقابل، توقع 2 بالمئة فقط دخول الاقتصاد الأميركي في ركود عام 2019، في مقابل 10 بالمئة في استطلاع سابق أجري في شباط.
وقالت رئيسة الرابطة وكبيرة الاقتصاديين في مجموعة “كي بي إم جي” كونستانس هانتر إن “الأشخاص المستطلعين توقعوا توسع نمو النشاط الاقتصادي عبر تغيير في السياسة النقدية” للاحتياطي الفيدرالي، الذي خفض نسبة الفائدة للمرة الأولى منذ 11 عاماً في أواخر تموز.
وعلى وفق الاستطلاع، توقع 46 بالمئة من الاقتصاديين خفضاً جديداً لنسب الفوائد من جانب البنك المركزي بحلول نهاية العام، في حين رأى 39 بالمئة أن الاحتياطي الفيدرالي سينهي عام 2019 من دون تغيير نسب الفائدة.
وخفض المصرف المركزي الأميركي في 31 تموز معدلات الفائدة الرئيسة للإقراض وثبتها بين 2 و2.5 بالمئة.
الى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن على مجلس الاحتياطي الفدرالي أن يدرس خفض أسعار الفائدة نقطة مئوية واحدة، كما دعا إلى “بعض التيسير الكمي” مع مواصلته الضغط على البنك المركزي.
وقال ترامب في تدوينة على “تويتر”: “سعر فائدة مجلس الاحتياطي، وخلال فترة زمنية قصيرة، ينبغي أن يتقلص 100 نقطة أساس على الأقل، وربما مع بعض التيسير الكمي أيضا”.
كذلك أعرب عن عدم رضاه لقوة الدولار الأميركي التي “من المحزن أنها تضر بأجزاء أخرى من العالم”.
يشار إلى أن المجلس الفدرالي يتعرض للضغط من قبل الإدارة الأميركية لخفض أسعار الفائدة، إذ يرى ترامب أن ذلك سيدعم الصادرات ويحفز الإنتاج في الولايات المتحدة.
من جانبه، انتقد وزير التجارة الأميركي ويلبور روس مجلس الاحتياطي الفدرالي، قائلاً إن إدارة ترامب ليست راضية عن الكيفية التي تدعم بها سياسة المجلس (البنك المركزي الأميركي) الدولار ليظل قويا.
وردا على سؤال من شبكة “فوكس بيزنس” عما إذا كان الدولار القوي يؤثر سلبا على الاقتصاد، قال روس: “نحن منزعجون للغاية بشأن ارتفاع الدولار بسبب السياسة النقدية التي يتبعها الاحتياطي الفدرالي”.
كما انضم روس إلى المسؤولين في الإدارة الأميركية، الذين يقللون من مخاوف حدوث ركود وشيك بعد انقلاب عوائد سندات الخزانة الأميركية بشكل مؤقت الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ 12 عاما.
في السياق، عبر الرئيس ترامب مجددا عن عدم رضاه من قوة الدولار، قائلا إن سياسة المجلس الاحتياطي الفدرالي بشأن أسعار الفائدة تلحق ضررا بالمصنعين الأميركيين.
وأضاف في سلسلة تغريدات إن “المستوى المرتفع لأسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الاتحادي بالمقارنة مع دول أخرى يبقي الدولار مرتفعا، وهو ما يجعل من الصعب بشكل أكبر على المصنعين الأميركيين المنافسة في ساحة متكافئة”.
وهذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها ترامب ارتفاع سعر صرف الدولار، ويعتقد أن العملة الأميركية القوية تعيق تصدير البضائع والخدمات الأميركية، كذلك تفاقم العجز التجاري الأميركي الذي بلغ في 2018 مستوى 621 مليار دولار.
ويرى ترامب أنه في حال بات الدولار أرخص، سيفضل المستهلك الأجنبي شراء السلع الأميركية، وسيؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاج وتقليل العجز في التجارة الخارجية.
وفي وقت سابق نقلت وكالة “بلومبرغ” عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن ترامب يؤمن بأن مستوى سعر صرف الدولار في الوقت الراهن مرتفع للغاية، ما يعد دليلا على أن الرئيس الأميركي تخلى عن سياسة الدولار القوي، التي تمسك بها أسلافـه فـي الحكـم.