-1-
من أهم العناصر المطلوبة في الحوار القدرة على الاقناع ..
ولا يملك القدرة على الاقناع الاّ أصحاب الذكاء والذهن الوقّاد وقوة الحجة والدليل وسرعة البديهة …
وهؤلاء في الغالب ينتزعون من الأجواء المحيطة بهم والأشخاص الذين يخاطبونهم ما يسهم في وصولهم الى المراد دون مشقة وعناء
وهنا تكمن البراعة
ومن المفيد أنْ نورد بعض الشواهد فنقول :
-1-
أرادت احدى المعلمات انْ تنبه طالباتها عن أهمية الستر ، فقامت بتوزيع بعض الحلويات عليهن ، والحلويات بعضها مغلف بغلاف خاص وبعضها لم يكن مغلفا على الاطلاق .
فلاحظت أنَّ الاقبال كان على قطع الحلويات المغلفة دون غيرها .
وهنا : قالت للطالبات : لماذا تم اختيار قطع الحلويات المغطاة ؟
انّ حكاية الفتاة شبيهةٌ جداً بقطعة الحلوى المغطاة .
فلابد من الستر ، وهكذا أقنعت طالباتها بوجوب الستر والحشمة .
وهنا لابد لنا ان نذّكر بان المصطلح الشرعي هو الستر ولبس الحجاب ولا يُطلب أكثر من ستر الجسد ، وأما اظهار الوجه والكفين فهو جائز لا غبار عليه..
-2-
وسأل احد السفراء العرب عالما دينيا كبيراً – كان قد نشر كتاباً له في تفسير القرآن عَنْ الحروف المقطعة في أوائل السور في القرآن من قبيل (ق) (يس) (ألم) ( المر) ( كهيعص)
وهي آيات حار فيها المفسرون فما هي معانيها ؟
فأجاب العالم الكبير .
” أنتَ سفيرٌ في بغداد ،
وتتلقى أحيانا من الملك برقيات مشفرة بالرموز ،
ولا يعرف معنى هذه الرموز الاّ الملك وأنت .
وهذه الحروف في القرآن اشاراتٌ إلهية لا يعرف معناها الاّ الله سبحانه وتعالى ورسوله (ص) “
والعالم الديني المذكور موصوف بشدة الذكاء .
اذكر انه اصطحبنا معه في سفرة له علاجية في الخارج فانهالت عليه البرقيات وكُثرت الاتصالات الهاتفية .
ومن البرقيات الواردة برقية صَعُب على مَنْ قَرَأها أنْ يعرف اسم المرسل.
وحينئذ حدّق هو وتأمل فقال : انّ المرسل عبّر عن نفسه بـ ( أقلّ الخليفة) ، على الطريقة القديمة التي كان يسلكها كبار العلماء وهذا ما أذهلنا جميعاً ..
-3-
وجرى الحديث عن ( معاوية) بين أحد سلاطين بني عثمان وبين أحد كبار علماء الامامية
فقال له السلطان :
ما هو محل معاوية من الاعراب ؟
فقال له العالم الكبير :
لو قُدّرَ لكم أنْ تشهدوا صفين ، ففي اي المعسكرين تكونون ؟
هل تصطفون مع معسكر ( معاوية) أم مع معسكر امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب ؟
قال السلطان :
اصطف مع علي
قال العالم الكبير :
فلو أنَّ عليا (ع) أعطاكم سيفه وكلفكم بقتل معاوية فما كنتم تصنعون ؟
قال السلطان :
أقتُلُه
فقال له العالم الكبير :
نحن نقدح في (معاوية) الخارج على إمام زمانه للسببِ الذي جوّز لكم أن تقتلوه ..!!
حسين الصدر