المسار المتعثر في اكمال تشكيل الكابينة الوزارية يرسم معالم مرحلة قلقة قد تتطور الى مساحة اوسع من المشكلات التي يعاني منها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في هذا الملف واذا علمنا بان من بين الحقائب الوزارية الشاغرة وزارتين سياديتين هما الداخلية والدفاع ووزارة أخرى تعنى بشريحة واسعة من ابناء الشعب العراقي فان مهمة رئيس الوزراء باتجاه اكمال تشكيل حكومته تتطلب تضافر جهود كبيرة لردم هذه الفجوة والحيلولة دون تكرار سيناريو الحكومات السابقة التي شارف بعضها على الانتهاء واكملت مدتها الدستورية وبقيت بعض الحقائب المهمة بعهدة رؤساء الحكومات السابقين ومن خلال رصد الاوضاع المحلية والاقليمية يمكن الاستنتاج بأن الاسراع في تسمية وزراء الدفاع والداخلية والتربية اصبح ضرورة ملحة لايمكن القبول بتأخر تسميتها تحت رداء المناكفات والمساجلات والخلافات بين الاحزاب والتحالفات السياسية الممثلة داخل قبة البرلمان فمخاطر الوضع الاقليمي وتصاعد احتمالات نشوب صراع مسلح بين ايران والولايات المتحدة الاميركية يفرض على العراق اشغال مناصب الداخلية والدفاع من قبل اشخاص كفوئين يعون خطورة المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة ويتناغمون مع هواجس السلطتين التشريعية والتنفيذية في ابعاد العراق عن اتون هذا الصراع ان وقع والتهيؤ لكل الاحتمالات التي يمكن ان يفضي اليها هذا الصراع ومن غير المعقول ان تمر الايام سريعا وتقترب المخاطر المحدقة في العراق من دون ان نرى في الافق حلا سريعا لهذه الازمة وسيكون من العسير حينها الدفع باسماء تتطلب توافقا بين القوى السياسية كما هو من الصعب ان يضمن رئيس الوزراء اختياره الصائب وسط اي جعجعة للسلاح يكون فيه العراق والمنطقة على مشارف الحرب ومثل هذه الانشغالات والهواجس يمكن سريانها على حقيبة التربية التي لم يتوقع احد ان تكون معضلتها بمثل هذا التشابك السياسي الذي انعكس بشكل سلبي على اداء مؤسسات الوزارة واضاف حملا ثقيلا على وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور قصي السهيل الذي تولى مهام الوزارة وكالة في ظروف حرجة تقترب فيها مدارس العراق من اداء الامتحانات النهائية ومايستلزمه هذا الاستحقاق من جهود مضنية داخل الوزارة وخارجها من اجل ضمان سير الامتحانات بشكل سلس وشفاف ومن المهم جدا ان يعي السيد رئيس الوزراء مخاطر التأخير في هذه الحقائب وان يعمل على مكاشفة الجهات التي تقف حائلا امام هذا الاستحقاق الدستوري وان تكون له كلمة حاسمة داخل قبة مجلس النواب لقرع جرس الانذار حول هذا الملف .
د. علي شمخي