البصرة – سعدي السند:
ضيّف منتدى أديبات البصرة مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات في البصرة الدكتورة خلود جبار والكاتبة خلود الشاوي والمصممة وداد ريسان في جلسة مفتوحة، لتسليط الضوء على رسالة مسرح الدمى التي أراد المعهد ايصالها للجمهور، من خلال مسرحيتين قدمهما معهد الفنون للبنات وهما (يوم في مدرسة) والثانية (عيد الأعياد).
وقالت الشاعرة بلقيس خالد رئيسة المنتدى: حتى الدمى تخضع للتطور، فقد انتقلت من الطين الى (اللعابة الكطونية)، صعودا الى (باربي) وأخواتها، ومن ضمن تطوراتها أنها صارت تتحرك وترقص وتغني، وهنا نستعيد أسماء رائدين عراقيين بمسرح الدمى هما أنور حيران وطارق الربيعي.
وتابعت: ومن ينسى مسرح الدمى ذلك الاوبريت المصري (الليلة الكبيرة) من تلحين سيد مكاوي وغناء نخبة من اصوات الطرب المصري العريق واليوم يضيف منتدانا نساء بصريات أبدعن بإحياء مسرح الدمى للأطفال، اذ يعملن على صناعة جيل مثقف وذلك على حسب قاعدة (أعطني خبزا ومسرحا، أعطيك شعبا مثقفا).
أعقبتها الدكتورة خلود جبار مديرة المعهد بالقول: ان المسرحيتين (يوم في مدرسة)، و(عيد الأعياد) تشكلان خطوة مهمة باطار مسرحة المنهج لمادة اللغة العربية، وتحديدا المسرحيات القصيرة والقصص، فكان هذا التوجه لدى المعهد مدروسا وبدقة وبمسؤولية، وأردنا بهذا التوجه أن نحقق تواصلا هادفا مع مجتمعنا وخصوصا مع الأطفال، وكان أمامنا برنامج ( افتح ياسمسم) والذي ظهر في ثمانينيات القرن الماضي، فقررنا الإشتغال بهذا المسرح كرسالة إنسانية، ولأننا شعب عانى من ويلات الحروب.
وتابعت: استوقفتنا التجربة لاننا احوج الى ترفيه أطفالنا من خلال ما يمكن ان نقدمه بمسرح الدمى، فكتبنا نصوصا قصيرة، وأخرجنا وصممنا الدمى بجهود ذاتية مع الكاتبة خلود غازي الشاوي، والمصممة وداد ريسان، وطالبات من المعهد، ووجدنا تفاعلا طيبا مع هذه التجربة من المجتمع البصري كبارا وصغارا، وكنا قد عرضنا نتاجاتنا هذه على مسارح عدة في البصرة وفي قاعة معهدنا.
وقالت خلود الشاوي التي كتبت المسرحيتين: يستهويني مسرح الدمى للأطفال كثيرا، وعندما تحدثت مع مديرة معهدنا الدكتورة خلود عن أمكانية دخول معهدنا لعالم مسرح الدمى، وجدت منها تشجيعا أكبر من أن أصفه، وتحولت أفكارنا وأحلامنا وأمنياتنا الى حقائق على أرض الواقع.
وأضافت: كنت في كتابتي للمسرحيتين منسجمة تماما مع ما نريده لمجتمعنا وخصوصا الأطفال، وتتطلب شخصيات الدمى دقة بالتصميم، وحسب متطلبات العمل، وجرى الاتفاق مع خياطين متخصصين بصناعة الدمى في بغداد، وكانت الدمية الكبيرة تحتاج الى عشرات الأمتار من الأقمشة الخاصة.
وتابعت: عقدنا العزم على انجاح مهمتنا التربوية هذه، فدفعنا من مالنا الخاص ثمن صناعة هذه الدمى، اذ لم يكن لدينا اي دعم، ولم يتوفر مسرح في معهدنا من قبل، لكن سعادة اطفالنا وتعلقهم بشخصيات الدمى بنحو لا يصدق هون علينا الأمر، وستكون تجربتنا في العام الدراسي المقبل ان شاء الله أكثر تميزا، وأكثر استلهاما لواقعنا الاجتماعي، وسأبقى أتعامل بكتاباتي لمسرح الدمى مع اللغة العربية الفصحى، وأختار المفردة المفهومة كي تتحقق الغاية منها.
مسرح الدمى في البصرة يشهد اقبالاً من الأطفال والكبار
التعليقات مغلقة