سلطان الهاشمي
صدرت عن «دار سؤال للنشر والتوزيع والترجمة» في بيروت رواية جديدة للكاتب العُماني سعيد سلطان الهاشمي بعنوان «والشجر إذا هوى» هي عبارة عن سردية مسكونة بـ «كيف ستحكينا الأشجار؟» تُعيد طرح تساؤلات الواقع والخيال، التسلط والعبودية، الخذلان والحب. بين ثنايا الرواية تتردد صيحة «ما الإنسان؟ وما الشجرة؟» على لسان إحدى الشخصيات، فيقابلها صدى قادم من لُغز «كِلانا: يُحيينا الماء وتميتنا النار. نُزهر بالحب وننطفئ بالفقد، العناية تمنحنا الخصب أما الإهمال فيركسنا في قعر الجدب».
تبحث الرواية من خلال الغرائبي عن ما وراء السماء بنجومها وكواكبها المجهولة والأرض بأشجارها ونبوتها المهددّة بفعل الجشع والإهمال؛ حيث الخيالات تتصارع في حيرتها «ومن غير المعذبين يرفعون رؤوسهم إلى السماء. علّهم يجدون العزاء عن ما يلاقونه من أسى كاوٍ لأبدانهم وأرواحهم على الأرض. من غيرهم يؤجل أفراحه للآتي والعالي والمجهول. ليس كالمعذبين بمقدورهم قياس الألم، تثمين الخسارة. وحدهم من يعرف كيف يهزم كل ذلك..». كل هذه التناقضات يُعيد تقديمها الروائي في قالب سردي غامض بغُصص الحب والجوى عبر لغة مضفورة بفنون وأساطير شعبية متشابكة تنحاز للطبيعة وتعيد الالتفات إلى الكون باعتبارهما مكونين أساسيين للوجدان الإنساني.
رواية «والشجر إذا هوى» هي العمل الروائي الثاني للهاشمي بعد روايته الأولى «تعويبة الظل»، إضافة إلى مؤلفات عديدة متنوعة الفضاءات بين تأليف وتحرير في البحث والأدب والسياسة والفكر؛ منها: «ما تركته الزنزانة للوردة»، و»عُمان: الإنسان والسلطة»، و»ياسمين على الغياب»، و»الربيع العُماني»، و»الأوتاد».