-1-
لا يستطيع منصفٌ أنْ يُنكِرَ الدور الفاعل للمال في التأثير على شرائح عديدة من الناس ، القاسم المشترك بينهم هو ضعفُهم أمام الاغراءات المالية ، وسرعة انبطاحهم ازاء العروض الفريدة ..!!
-2-
وقد استخدم الحُكّام هذا السلاح في شراء الذمم ، ودفع الغوائل ، وتفادي الكثير من المشكلات والمضاعفات ..
-3-
بالمال تُقطع ألسنُ الخصوم أيضاً وهذا ما عناه الجواهري بقوله :
ولسانٌ يَنُوشُكم بالدنانيرِ يُقطعُ
-4-
وآخر الانباء في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي – الذي قُطّعت جثته إربا إربا في قنصلية بلاده في تركيا ولم تسلم لعائلته حتى الآن- :
لقد تمّ منحُ كل ولد من أولاده داراً في (جدّة) تقدر قيمتها بأربعة ملايين دولار ، وسيتم تسليمهم شهرياً مبالغ نقدية كبيرة، كلُّ ذلك لحملهم على السكوت ، والانصراف عن اي لون من ألوان الاثارة، لقضية قتل أبيهم بتلك الطريقة الوحشية البشعة التي أثارت غضب الراي العام العالمي ، وأضرّت كثيراً بسمعة ولي العهد محمد بن سلمان ، الذي يُعزى الأمر بقتله اليه وعلى أثر ذلك قررت ( ألمانيا) وقف مبيعتها من الاسلحة الى السعودية …
وواجه الرئيس الامريكي (ترامب) وضعا حرجاً للغاية ، نتيجة اصطفافه مع ( محمد بن سلمان) حيث صوّت مجلس الشيوخ الامريكي على ان ولي العهد السعودي هو الأمر بالقتل ، وكما ان تقارير ( CIA ) أشارت الى ذلك أيضا ،
وما زالت القضية تتفاعل في (الكونغرس الأمريكي ) وفي الصحافة الامريكية والعالمية بشدّة، ولم تنطفئ نيران الغضب والادانة للطريقة البشعة التي تمت فيها تصفية المغدور …
انّ التخبط والاضطراب في الموقف الرسمي السعودي ، كان واضحا منذ بداية الأمر ويكفي أنْ نشير الى ان الاعلان عن محاكمة المتهمين بقتله في السعودية ، لم يُخفف من حملات الادانة والاستنكار والاتهام شيئا ، باعتبار أنْ المحاكمة تمت بسرية وبعيداً عن الاضواء ، فقد سُلب الوثوق بكل البيانات التي تصدرها النيابة العامة السعودية في هذا الخصوص ..
-5-
لا ندري على وجه التحديد كم هو عدد أولاد (خاشقجي) لنتعرف على قيمة المجموع الكلي لما دُفع اليهم .
ولكنّه على كل التقديرات مبلغ ضخم ، لم نسمع بمثله من قبل .!!
والسؤال الآن :
لماذا لم يحاول ( ولي العهد ) أنْ يُقدّم هذا المبلغ الكبير للقتيل نفسه عوضا عن الانتقام منه بتلك الطريقة الوحشية ؟
وقد يكون عرض عليه ذلك لكنه رفض العرض وأصرّ على بيان حقيقة توجساته وخيفتهِ من مسارات (ولي العهد) واخطارها الراهنة والمستقبلية …
انّ قضية مقتل خاشقجي وبالطريقة التي تمت بها ، كلّفت (ولي العهد) خصوصا والسعودية (عموما) ثمنا باهضاً ..،
وقد أزاحت الستار عن كثير من الأسرار، وأخطرها العلاقة الحميمة بين (ولي العهد) وبين ( نتنياهو) وهذا ما لايمكنان يقبل به أحد ..
-6-
انّ اطروحة (محمد بن سلمان) وحلفائه تقول : انّ العدو الحقيقي للعرب اليوم هو (ايران) وليست (اسرائيل)، وهي أكذوبة وقحة تثير غضب المسلمين والعرب جميعاً. ولن يصدقها أحد منهم، لما يَرَوْنَ مِنْ شدّة عداء اسرائيل لايران …
وما الحصار والعقوبات المفروضة على ايران الاّ صدى لمواقفها الصلبة ازاء الكيان الصهيوني الغاصب .
حسين الصدر