الأمطار الوفيرة عززت المياه الجوفية في البصرة وحسنت نوعيتها
متابعة الصباح الجديد:
قال مصدر أمني عراقي امس الأحد، إن أكثر من 3 الاف عائلة نزحت من المناطق الواقعة على مقربة من نهر دجلة في محافظة ميسان جنوبي البلاد، جراء موجة السيول، المستمرة منذ نحو أسبوعين.
وقال الملازم أول كريم الأسدي في شرطة ميسان للأناضول، إن «فرق الدفاع المدني تجري عمليات متواصلة لاخلاء العوائل المهددة منازلها بالغرق جرءا ارتفاع مناسيب المياه في نهر دجلة»، مشيرا الى ان «اكثر من 3 الاف عائلة حتى الان نزحت من مناطقها جراء السيول».
وأوضح الأسدي أن «فرق خدمية تنشئ مصدات ترابية لمنع تدفق مياه السيول الى مركز مدينة ميسان والاقضية الاخرى»، لافتا الى ان «مناسيب المياه متواصلة للاسبوع الثاني على التوالي بالارتفاع».
وكان مجلس محافظة ميسان قد اوضح يوم الجمعة الماضي ، الموقف بالنسبة لموجة السيول وتدفقات نهر دجلة باتجاه المدينة، فيما دعا المواطنين للطمأنينة والحذر.
وقال المتحدث باسم المجلس عامر نصر الله ، في بيان تلقت «الصباح الجديد» نسخة منه ان «كمية اطلاقات مائية وصلت مقدارها 650 متر مكعب/ثانيه ونشاهد الوضع الحرج لمناطق جنوب العماره ة وبالأخص مناطق الهدام والمناطق القريبه من حوض دجله في المشرح»، مبينا ان «خلية الازمة بادرت بإخلاء المنازل القريبة وتوزيع الخيم والسلات الطبية».
واضاف ان «كمية الاطلاقات المائية وصلت إلى 1000 متر مكعب/ثانية من سد سامراء وستصل إلى محافظة ميسان خلال 4 ايام يضاف لها كمية 200 متر مكعب/ثانية من قناة الجباب فتصبح 1200 متر مكعب لكل ثانية»، مشيرا الى انها «كمية كبيرة جدا تشكل خطورة بالغة».
وتابع انه «لاجل الدفع بهذه الخطورة ستلجأ وزارة الموارد المائية مضطرة إلى فتح هور المصندك والذي من المتوقع أن يستوعب كمية 1000 متر مكعب لكل ثانية»، لافتا الى انه «حاليا العمل جاري بتضيق نهر دجلة في ناحية الكميت لتوجية الماء باتجاه منطقة الطيب من خلال القناة الفيضانية في كميت».
واوضح ان «الحكومة المحلية في ميسان تطلب من المواطنين بعدم الانجرار خلف ما يصدر من إشاعات»، داعيا المواطنين الى «مراقبة الموقف واخذ الحيطة والحذر». وطمأن «الاهالي في المحافظة بأن الأزمة ستمضي بأمان وسنراقب عمل وزارة الموارد المائية وخلفية الازمة».
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الموارد المائية في العراق أن سدود البلاد شارفت على الامتلاء جراء الأمطار والسيول، مقللة في الوقت نفسه من مخاطر ذلك.
من جانبها أعلنت هيئة المياه الجوفية في البصرة امس الأحد، أن الأمطار الوفيرة التي هطلت خلال الأسابيع الماضية عززت خزين المياه الجوفية وحسنت نوعيتها، وأكدت عزمها حفر المزيد من الآبار في القاطع الصحراوي مع المحافظة.
وقال مدير فرع الهيئة عبد الجبار السعيدي تصريحات صحفية إن «الأمطار الغزيرة التي هطلت على البصرة خلال الأسابيع الماضية أدت الى زيادة مخزون المياه الجوفية في القاطع الصحراوي من المحافظة بشكل كبير، فضلاً عن تحسين نوعية تلك المياه من حيث انخفاض ملوحتها»، مبيناً أن «البصرة فيها كميات هائلة من المياه الجوفية، لكن أكثرها مالحة، وما يصلح منها للزراعة والاستخدامات الأخرى بحدود مليار متر مكعب».
ولفت السعيدي الى أن «الهيئة حفرت خلال الفترة الممتدة من عام 2005 ولغاية العام الحالي أكثر من 1000 بئر للاستفادة من مياهها في مزارع أهلية ومشاريع تشجير ومدارس ومراكز صحية تقع في القاطع الصحراوي من المحافظة»، مضيفاً أن «الهيئة بصدد حفر المزيد من الآبار لتلبية الحاجة إلى المياه في المناطق الصحراوية التي لا تصلها المياه عبر شبكات الأنابيب».
يذكر أن البصرة تواجه منذ عام 2007 تكرار مشكلة ملوحة مياه شط العرب خلال فصل الصيف بسبب تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) من الخليج في مجرى الشط نتيجة قلة الإيرادات المائية العذبة الواردة الى المحافظة، وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً) وشط العرب (شرقاً) أكثر المناطق تضرراً من تلك الظاهرة التي تسببت بانهيار الواقع الزراعي، إلا أن الأنشطة الزراعية في القاطع الصحراوي من المحافظة لم تتضرر، لأن المزارع الواقعة ضمن قضاء الزبير الذي تشكل مساحته ما يقارب نصف مساحة المحافظة يعتمد ري مزروعاتها على المياه الجوفية.
من جانبه اعلن مكتب هيئة الحشد الشعبي في محافظة ذي قار امس الاحد تزويد المحافظة بأنابيب كبيرة لتصريف مياه السيول، فيما اكد «فك الاختناق المائي» بمناطق عدة.
وقال المكتب في بيان، تلقت «الصباح الجديد» نسخة منه، إنّ «هيئة الحشد في ذي قار زودت المحافظة بأنابيب كبيرة لتصريف المياه في مناطق (النهار الأولى والنهار الثانية وال خليوي) التابعة إداريا لقضاء الإصلاح»، مبينا أن «هيئة الحشد تعمل بكامل طاقتها لإنقاذ المناطق المتضررة».
وأضاف البيان أن «الحشد استجاب لنداءات الاستغاثة من قبل الأهالي الذين تعرضوا لكميات المياه الكبيرة التي تمر عبر نهر( أبو لحية) الذي يتغذى من نهر دجلة والتي حاصرت منازلهم وأغرقت حقولهم الزراعية».
وتابع، ان «الملاكات الهندسية لمديرية الموارد المائية قامت بمد هذه الانابيب والبدء بتصريف المياه الى الأهوار لتخفيف الضغط الحاصل في المناطق المذكورة».