بعد ان وقعت فيها جراء التضليل
متابعة الصباح الجديد :
أطلقت شركة فيس بوك حملة لمنع انتشار المعلومات المضللة عن اللقاحات على الشبكة الاجتماعية التي يبلغ عدد المشتركين فيها 2,3 مليار شخص.
وقد واجهت الشركة ضغوطًا في الأسابيع الأخيرة لمعالجة المشكلة في ظل تفشي الحصبة في الولايات المتحدة المنسوبة إلى ارتفاع أعداد الأهالي الذين يرفضون تلقيح أطفالهم.
وقالت نائبة رئيس فيس بوك لإدارة السياسة العالمية مونيكا بيكر، إن شبكة التواصل الاجتماعي ستقلص توزيع البيانات الكاذبة وستزود المستعملين معلومات موثوقة عن اللقاحات.
وأضافت في بيان «سنخفض من ترتيب المجموعات والصفحات التي تنشر معلومات خاطئة عن اللقاحات».
كذلك ستزيل المحتوى المضلل من توصيات البحث والتوقعات، وتمتنع عن نشر الإعلانات التي تحوي معلومات خاطئة بشأن اللقاحات، وتعطل الحسابات التي تستمر في انتهاك سياسات الشركة بشأن المعلومات المتعلقة باللقاح، كما قالت.وقد أدرجت منظمة الصحة العالمية في شباط/فبراير «التردد في الحصول على اللقاح» ضمن أبرز 10 تهديدات صحية ملحة للعام 2019.
وقد ربطت عودة ظهور الحصبة في بعض البلدان إلى ادعاءات تزعم أن اللقاحات تسبب التوحد، وقبل توليه منصبه، روّج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهذا الادعاء.
وفي بحث جديد نشر هذا الأسبوع وشمل 650 ألف طفل دنماركي لأكثر من عقد، تبين مجدداً أن التلقيح ضد الحصبة والنكاف والحميراء لا يزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
وباتت فيس بوك بعد 15 سنة على تأسيسها في إحدى غرف مسكن جامعي في هارفرد أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم مع أكثر من ملياري مستعمل ، لكن هذا النجاح الباهر لا يخلو من بعض النكسات.
في الرابع من شباط/فبراير 2004، طرح مارك زاكربرغ على الانترنت باكورة هذه الشبكة التي يستعملها اليوم ربع سكان المعمورة وهي تحوّلت اليوم إلى شركة تساوي قيمتها في البورصة 500 مليار دولار وتجني عائدات صافية قدرها 22 ملياراً في السنة الواحدة.
وباتت ثروة مؤسسها البالغ من العمر 34 عاماً تساوي 62 مليار دولار.
وقد تحولت فيس بوك إلى ما يشبه الإمبراطورية وهي تملك البعض من التطبيقات المجانية الأكثر شيوعاً وشهرة في العالم، مثل إنستغرام التي قلبت المعايير في مجال التصوير وخدمتي الدردشة مسنجر وواتسب آب.
لكن هذا النجاح الباهر يتعرّض منذ سنتين لسلسلة من النكسات تتخلّلها فضائح حول أساليب عمل الشركة التي يأتي الجزء الأكبر من إيراداتها من الإعلانات.
وتثير هذه الخضّات القلق عند المسؤولين السياسيين المتخوّفين من انتشار الأخبار الزائفة على المنصة والمدافعين عن الحياة الخاصة المستائين من استغلال البيانات الشخصية وحتّى المدافعين عن حقوق الإنسان.
ويقول المحلّل جوش بيرنوف «هي شركة قويّة جداً استحدثت منتجاً ينمّي سلوكاً إدمانيا ولا يستطيع كثيرون الاستغناء عنه وهي تتحمّل بالتالي مسؤولية كبيرة».
بالنسبة إلى فيس بوك قد يكمن الخطر في تغيير عادات المستعملين وطريقة تفاعلهم مع الأجهزة الإلكترونية.
وتشير ديبرا أهو ويليامسون المحلّلة لدى «إي ماركتر» إلى أن «فيس بوك لم تعد محطّ إشادات بابتكاراتها بعد المشكلات التي واجهتها سنة 2018. وأصبحت فيسبوك شركة ناضجة اليوم بعد 15 سنة ولم تعد مبتدئة».