عبد الجواد الخنيفي
صرنا نتلبّسُ الموتَ
وصارتِ الحياةُ
جامحة وجاحدةً
تذهبُ بالطُّرقِ والشجرِ والرّوائحِ،
لا حصانَ يتقدّمُ
في حقيقتِهَا
ولا الغابات ترسم أصواتَ الفصولِ
***
سلالمُ السّحابِ
تُمرجِحُ خطواتِنا ببطءٍ شديدٍ
فما كُنّا المطرَ
تحتَ الغيمِ النّائمِ
وما كُنّا الوقتَ
الذي تناثرَ في الخرائطِ والأرحامِ
وما كنّا أيضاً الصّخرَ الذي يشهقُ
في شوارعِ العيدِ
ويطوي الأرضَ على حافّةِ الأفقِ،
يطوي الموانئَ والأزهارَ.
كُنّا عيوناً طريّة
في الذكرياتِ القصيّةِ
ولباسَ آخرِ الرّبيعِ،
ننتظرُ أقواسَ قزحٍ
من شُرفاتِ المنازلِ
لنعلّقَ في الحناجرِ
موسيقى اللّيلِ والمنافي
وقبلها
نُمسكُ بأصواتِ القبّعاتِ
عند كلِّ غروبٍ
ونُمجّدُ الظلَّ
في أثرِ الظلّْ
***
هاتِ طبولَكَ أيُّها الموجُ
واقبض على جباهنا ثانية ..
اِقبض على جُذوعنا
في الجهاتِ الأربعِ
ولا تكن ثعباناً جائعاً
حين نشعل المأدبة بالأنينْ.