تعرضت الموصل بعد الاحداث الاخيرة الى حملة لازالة معالمها التراثية والاثارية وتدميرها ، مع العلم ان محافظة الموصل كما غيرها الكثير من المحافظات العراقية تحوي فوق ارضها وتحت ارضها كنوزا من الارث الحضاري العراقي بالدرجة الاولى والارث الا نساني بالدرجة الثانية ، ويذكرنا ذلك بما حل بالمتحف العراقي الكائن في منطقة العلاوي اثر احداث عام 2003 من عمليات سلب ونهب وتدمير والتي كانت بايدي لصوص وتجار آثار، ولكونهم جهلاء باهمية الاثار والتاريخ راحوا ينهبون اللقى الاثرية دون التمييز بين قطعة وقطعة اخرى ، وقدموها باثمان بخسة الى تجار الاثارالكبار واليوم يعيد التاريخ نفسه مع العلم ان فترة العشر سنوات فترة قصيرة بعمر الزمن ، وكانت سرقة المتحف العراقي اكبر جريمة بحق العر اق وتاريخه ، وتتعرض الموصل العزيزة الى حملة منظمة لمسح تاريخها وآثارها وثقافتها العريقة على ايدي عصابات داعش المتخلفة ، فلو كانوا على دراية بسيطة وثقافة متواضعة لما قاموا بإزالة (قبر البنت) الواقع في منطقة باب سنجار غرب الموصل بجرافات إضافة إلى تمثال الشاعر (أبي تمام الطائي) الواقع في منطقة باب الطوب وسط المحافظة، كما هدموا تمثال (ملا عثمان الموصلي) الواقع في دورة المحطة جنوب المحافظة
وتعرضت المكتبات هي ايضاً الى السلب والنهب والحرق إذ تعرضت أقدم المكتبات البشرية تنظيما وتنسيقا التي لاتختلف عن نظام المكتبات الوطنية المعاصرة والتي تعود الى الملك الآشوري (آشوربانيبال) في القرن السابع ق.م.
واذا ما ادركنا اهمية الرقم الطينية واللقى الاثارية التي يحويها متحف الموصل للاثار لعرفنا حجم خسارتنا في التعرض لتلك الانتكاسة ففي الموصل آثار تؤرخ حقباً وعصوراً منذ فجر التاريخ الى يومنا هذا فلوا كانوا قد اطلعوا على اهمية عثمان الموصلي الفنية والموسيقية لما هدموا تمثاله ، ولو عرفوا مكانة ابي تمام بالنسبة للادب العراقي والعربي لما خربوا تمثاله لكنهم مجرد مرتزقة جهلة .
اما تحذير منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة من تعرض الآثار العراقية في محافظة نينوى الى عمليات تخريب وتدمير جراء سيطرة إرهابيي داعش على المدينة فقد جاء متأخراً ، وكنا قد حذرنا في بداية سيطرة داعش على الموصل من العبث بتاريخ وتراث المدينة الكبير ، الا ان اهمال الامر و تركه الى المصافة قد اضر بآثارنا المتواجدة في المنطقة مع علم الجميع بتخلف داعش .
سها الشيخلي