بغداد ـ كوكب السياب:
يحلمُ الفنان العراقي فارس يونس الكيار، المقيم في مدينة بولو التركية، أن يعيش وجميع أبناء بلده بسلام، ويهنأوا بحياة كما كل الناس الذي يعيشون حياتهم بهدوء، بعيداً عن صخب الدمار والملغمات.
يقول عن بدايته مع الفرشاة، أنني “منذ صباي، وقبل أن أدخل المدرسة، كنت مولعاً برسم الوجوه، وكل ما أنجزته من رسومات، حينذاك، كانت توحي بأني سأكون رساماً، على الرغم من بساطة الرسومات، نسبة إلى صغر سني، لكنها كانت شيئا خارقاً لأقراني غير الموهوبين”.
وعن تجربته في مجال الشعر، يقول الكيار، “قرأت في الشعر الكثير، وكانت بعض الهواجس تتحرك في داخلي، وما كان لي سوى أن أبوح بها شعراً”.
ويضيف، “بالنسبة الى كتابتي للشعر فانا انضح ما احمله من واقع حالي وواقع حال المجتمع الذي اعيش فيه او الذي يحتويني، وكل فرد منا له آلام هائلة ووجع دفين، وهذا الوجع خلق الكلمة في داخلي ولحنها، وكذلك ينعكس الحال على الرسم، فانا لا احبذ المشاهد الدموية، الحروب والأزمات أخذت من إنسانيتنا الكثير، ولا بد لنا أن نبحث عن معادل لهذا الخراب والدمار من خلال الفنون والآداب”.
عن تأثير البيئة التركية عليه، يقول الفنان الكيار، إن “جمال الطبيعة هنا وحسن معاملة الدولة لشعبها ولغير شعبها ممن يسكن تركيا، يعطيني انطباعين، اولهما الحسرة على بلدي: لماذا لم يكن مثل بقية الدول على الرغم من كل الامكانيات التي يمتلكها، وربما الامكانيات الجبارة التي يمتلكها من خيرات ومن مبدعين، وثانيهما هو الشعور بالطمأنينة والسعادة لاني ارى اطفالي ينعمون بحياة كريمة في المدارس التركية وفي الحياة العامة،
كنت لاجئا قرابة تسع سنوات في عهد النظام المباد، وعندما سقط الصنم عدت الى العراق مباشرة ظنا مني اني اجد بلدي لكني لم اجده، بل وجدت انهارا من الدم وجبالا من الهم، وقتل اخي فهاجرت مرة اخرى سنة 2011 الى تركيا مع عائلتي”.
ويؤكد الكيار أن “لم يقم للآن اية معارض فنية، غكل ما يرسمه هي لوحات يعتاش منها، يشتريها الناس، لكنه يفكر بأن يجمع أعماله بمعرض شامل في الايام المقبلة”.
وعن الشخصيات التي تلهمه، وكان يتمنى لو التقاها، يقول، “من الراحلين كنت اتمنى لو اني التقيت الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله، أما من الاحياء فاتمنى ان التقي الشاعر احمد مطر”.
قلت له، في أثناء الحديث هذا، فيمَ تفكر؟، فأجابني بسرعة كبيرة: أفكرُ في اللإجابة على اسألتك، أحاول أن أكون كما أنا، تلقائياً واضحاً، كما أني أفكر بهذه الرسمة التي سأهديها لك وقت انتهاء المحاورة هذه، وكان يرسم عينين لفتاة، ربما يقصد بها بغداد، الحلم الذي يراوده منذ سنين.
وفي ختام حديثي معه، اباح الفنان فارس الكيار عن حسراته، قائلا: “الفنان العراقي لا يظهر ابداعه وسيرته الا اذا مات، يبكون عليه ويعملون له تمثال في النهاية، لكن في حياته هو مهمش الى ابعد الحدود”.
وختم حديثه بالقول، “اتمنى لكل أهلي العراقيين ان ينعموا بحياة امنة سعيدة كريمة كبقية الشعوب, وكل الشكر لك ولـ”الصباح الجديد”على هذا الحديث الذي سحبني الى من احب”.