عامر القيسي*
يقول خبر عن وزارة الداخلية بالقاء القبض على مجموعة خطفت وقتلت مختار محلة السفينة في منطقة الاعظمية ..
ولكن اين وجدته؟ شخصيا لم استغرب مكان وجود الجثة ودليل القتل، لكن فيها ربما بعض الغرابة للقاريء، فالمختار المغدور وجدت جثته كما جاء في نص الخبر للامانة “ان الوحدة التحقيقية الخاصة في مديرية أمن وسلامة وزارة الداخلية القت القبض على مجموعة قامت بخطف وقتل مختار محلة السفينة في منطقة الاعظمية شمالي بغداد كما عثرت الوحدة على جثته مع اداة الجريمة مدفونة في الحديقة الداخلية لمبنى قسم بلدية منطقة الاعظمية شمالي بغداد”!
وخبر قضائي يقول ان 38 نائبا تنتظرهم اوامر القاء قبض بتهم ارهاب وقتل وفساد مالي واستغلال نفوذ بمجرد رفع الحصانة البرلمانية عنهم بنهاية ولايتهم البائسة في 14 حزيران المقبل ..
وقبل الاثنين بسنوات كانت وزارة الصحة مسرحا للاختطافات والقتل برعاية متنفذين فيها .. وفي اثناء هذه السلسلة، تعترف قيادات امنية وسياسية وقضائية بوجود، ليس تقصيرات، وانما تواطؤات مع مسؤولين في السياسة والامن والمؤسسات الرسمية في جرائم كبرى ، كما في التحقيق الذي اجرته اللجنة البرلمانية في هجومي سجني ابو غريب والتاجي واالذي اكد وجود تعاون من نوع متميز مع مسؤولين امنيين على السجنين وخارجهما ما ادى الى هرب المئات ومقتل العديد من حرّاس السجن الذين لايعرفون ماذا كان يحاك في الخفاء !
وهناك اعترافات من مسؤولين ايضا بتسهيلات من بعض ضباط الامن باستعمال امكانات مؤسساتهم وحصاناتهم باعمال اختطاف وقتل وليس مهما دفن الضحية لانها تترك سابحة بدمها حتى العثور عليها !
وقبل كل هذا دخلت المفخخات الى قلب البرلمان وفي مرائب سيارات النواب ، وفي كل التحقيقات هناك حديث واضح عن اياد من الداخل !!
كل هذا الكلام ليس من عنديات خيالات مريضة انها اعترافات من مسؤولين كبار في الحكومة ممن بيدهم مصائر ارواحنا وعائلاتنا !
في رواية “فرانكشتاين في بغداد” للزميل احمد السعداوي يجهد مسؤول دائرة تسمى “المتابعة والمعلومات” ويستعين حتى بالمنجمين لمعرفة اماكن واوقات تفجير السيارات المفخخة ويسلم المعلومات الى الاعلى، لكن السيارات تنفجر والضحايا تتساقط والدماء تسيل ولا من مجيب ، حتى بدأ الرجل يتعامل مع المعلومات التي تصله عن السيارات المفخخة بلا مبالاة كما يحصل في الاعلى .. والاستنتاج ان هناك من يتواطأ بشكل من الاشكال، الى الحد الذي وصلت مستويات التعاون الى دفن جثث الضحايا في الحدائق الخلفية لمؤسسة رسمية كما في جريمة بلدية الاعظمية والمختار المغدور!!
وفي كل اغتيالات الكواتم تفتح صفحات التحقيقات ثم تغلق على طريقة “قيدت ضد مجهول” .. ومن بين ركام المفخخات والاختطافات والاغتيالات الصامتة والتواطؤات، نبقى نبحث عن القاتل الحقيقي واياديه التي تطال كل الاماكن .. البرمان والحكومة ومؤسسات الدولة وبلدياتها ، وفي رحلة الخوف الجهنمية هذه، سنبقى نتلفت في كل الاتجاهات ونتساءل..
من هو العدو ومن هو الصديق ؟
من يحمينا ومن يتواطأ على قتلنا؟
بمن نثق ولمن نسلم رقابنا ؟
اسئلة تدور في رؤوسنا المهيأة للرصاصة المجهولة التي ستضع حدا لكل شكوكنا، وسنبقى نعتقد حتى تلك اللحظة ، ان في حدائقنا جثة من نوع ما !!