بغداد – زينب الحسني :
امسك الهاتف وجاء مسرعاً إلى زوجته وأطفالهِ وهو يصرخ بأعلى صوته انتهت أزمة فيروس كورونا ونحن أول بلد سيستعمل العلاج وبحسب الإخبار سيبقى الحظر الصحي ليوم واحد فقط .
تفاجأ الجميع واندهش ! الزوجة عزيزي هل أنت متأكد مما تقول ؟ . الزوج وهل كذبت عليك سابقاً ؟. وما ان بدأ الجميع يقتنع ويحاول أن يبحث في التلفاز عن هكذا خبر ، ضحك الأب وقال أنها ( كذبة نيسان ) .
بين الأمل والقلق والحزن والفرح والغضب والابتسامة تقبلوا مزحة الأب الذي حاول إضحاك عائلتهِ في ظل ظروف الحظر الصحي .
في حين اتصل احد الممرضين بعائلتهِ عبر الهاتف وقال لهم ” ابروني الذمة ” فقد اصبت ” بكورونا ” وما كان من زوجتهِ الى ان تسقط ارضاً مغمى عليها ووسط هلع وخوف العائلة سمعوا ضحكاتهِ العالية وهو يقول انها “كذبة نيسان” أقسم إني بخير .كان موقف صعب على الزوجة إن تصدق انها كذبة مما جعلها تتصل بيه كل عشرة دقائق ليقول لها انه بخير .
الكثير من المناسبات والتقاليد المتعارف عليها مرت هذا العالم مرور الكرام في ظل انتشار فيروس ” كورونا ” واكتفت بعض المناسبات بالتهنئة عبر وسائل التواصل الاجتماعي فقط ومن بينها أهم مناسبة وهي ” عيد إلام ” فقد اصبحت هذه الوسائل المعنية بالاتصال جزء مهم من حياتنا .
ولكذبة نيسان خصوصية عند العالم اجمع لما تحمله من دعابة ممزوجة بالمرح والغضب .
وهناك حكايات وقصص كثيرة عن أصل هذه ” الكذبة ” بعضهم يقول إنها هندية وهناك من يقول إنها فرنسية ومنهم من يقول إنجليزية. أما البعض الآخر فيُرجع أصلها إلى اليونانيين الذين خصصوا اليوم الأول من “أبريل” لإقامة احتفالات ضخمة لآلهة الحب والجمال والربيع، وسط أجواء من الضحك والفرح والسعادة والمقالب الطريفة.
ففي الأول من أبريل في كل عام تحصل مواقف كثيرة معظمها طريفة وبعضها محزن جراء كذب الناس في مثل هذا اليوم.لكون يتندر بعض الناس على بعضهم، بنحو ساخر وخداع يدفع للمرح الذي قد ينقلب إلى مشكلة أحيانًا ويكون المبرر أن ذلك «كذبة نيسان». وهو يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.
أطرف الأكاذيب في التاريخ
و من أطرف الأكاذيب و أشهرها, في شتى البلدان, ما حدث في رومانيا عندما كان الملك كارول يزور أحد متاحف عاصمة بلاده, في أول إبريل, فسبقه رسام مشهور, كان قد ترصد قدومه, و قام برسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة, على أرضية المتحف, مما دفع الملك يأمر أحد حراسه, بالنزول لالتقاطها, و لكن سرعان ما اكتشفوا أنها كذبة, و قد اشتهر الشعب الإنجليزي بكذبة ظهرت في عام 1860, في اليوم الأول من إبريل, حيث حمل البريد إلى مئات من سكان لندن, بطاقات مختومة بأختام مزورة, تحمل في طياتها دعوة لمشاهدة الحفلة السنوية لغسل الأسود البيض, في برج لندن صباح الأحد, في الأول من إبريل, مع التكرم بعدم دفع أي مبلغ, مما دفع الجمهور الساذج بالتوجه نحو البرج لمشاهدة الحفلة المزعومة, و لكن إلى جانب هذه المواقف المضحكة, كان هناك أحداث مؤلمة صاحبت هذه الكذبات, و من أشهرها قيام سيدة إنجليزية بالصراخ, و طلب النجدة, من أعلى شرفة مطبخها, بسبب اندلاع حريق داخله, و لكن من دون جدوى, حيث ظن الناس بأنها كذبة, لتطابق ذلك اليوم مع أول إبريل, و بذلك تكون هذه الكذبة قد أودت بحياة الكثيرين, فعلى الرغم من أنها ممتعة, إلا أنها قد تنهي حياة البعض, نتيجة التهور, و التهويل, و استعمال الحيل و الأكاذيب المخيفة.
مآسي كذبة آبريل
وإلى جانب هذه المواقف المضحكة هناك مآسٍ باكية حدثت بسبب كذبة أول أبريل فقد حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينة لندن فخرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد إذ كان ذلك اليوم صباح أول أبريل.