ارتفاع خطير بمستويات العنف ضد المرأة في الاقليم
السليمانية – عباس كاريزي:
دفع ارتفاع حالات العنف المسجلة ضد المرأة في الاقليم بالمجلس الأعلى لحقوق المرأة الى مناشدة حكومة الاقليم والمنظمات المعنية لمعالجة ارتفاع ظاهرة العنف ضد المرأة في الاقليم.
وقالت امين عام المجلس الاعلى لشؤون المرأة في حكومة اقليم كردستان بخشان زنكنة، ان المجلس ناشد حكومة الاقليم والمؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، للعمل على تدارك ظاهرة العنف المتنامي الذي يمارس ضد المرأة في الاقليم.
واظهرت احدث إحصائية للمديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة، ارتفاع ظاهرة العنف الذي يمارس ضد المرأة في الاقليم، مقارنة بالمدة نفسها للنصف الاول من العام المنصرم 2018 مسجلة ارتفاعاً ملحوظاً بالاعداد المسجلة للعام الحالي 2019.
وسجلت المديرية مقتل وانتحار 55 امرأة في مختلف محافظات الاقليم خلال النصف الاول من العام الحالي 2019، وهو ما يؤشر ارتفاع مستوى العنف ضد المرأة مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي 2018.
واكدت امين عام المجلس الاعلى لشؤون المرأة في حكومة اقليم كردستان بخشان زنكنة في حديث للصباح الجديد، ان العنف الذي يمارس ضد المرأة لا يقتصر على الاقليم فقط، وهو مسألة تاريخية تعود الى التمييز بين الرجل والمرأة وحرمانها من حقوقها المشروعة.
وتابعت زنكة، ان الارهاب والعنف والازمة الاقتصادية الذي تمر بها المنطقة والعراق على وجه الخصوص، اهم ابرز الاسباب التي اسهمت بنحو اساسي بتدهور واقع المرأة وتزايد حالات العنف والقهر الذي يمارس ضدها.
وعدت زنكنة الاحصائيات التي تضمنها تقرير المديرية العام لمناهضة العنف ضد المرأة، خطراً حقيقياً على واقع المرأة، مشيرة الى ان العنف ضد المرأة يؤثر سلبا على جميع مفاصل وافراد المجتمع، مبينة ان الاحصائيات التي تنشر عن نسب الاعتداءات الجنسية ضد المرأة في الاقليم لا تمثل الارقام الحقيقية لحجم الاعتداءات والعنف ضد المرأة.
زنكنة وجهت نداء الى جميع المنظمات الدولية ومؤسسات حكومة الاقليم الرسمية وغير الرسمية والمحاكم والمنظمات، لمواجهة الارهاب المتنامي في المنطقة ومعالج تأثيراته وتداعياته السلبية على دور المرأة وحقوقها في المجتمع.
بدورها قالت الناشطة النسوية جنار عزيز، ان عوامل هذا الازدياد الخطير لحالات العنف ضد المرأة تعود الى ما تعرض له البلاد من ازمات، وان المرأة هي الضحية الاكبر في اي بلد يشهد الحروب والازمات الاقتصادية والسياسية العنف.
وحملت عزيز في تصريح للصباح الجديد الحكومة ومؤسساتها مسؤولية ارتفاع حالات العنف ضد المرأة، مبنية ان الحكومة وجميع مؤسساتها، لا توفر البيئة المناسبة للحد من تنامي ظاهرة العنف الذي يمارس ضد النساء، الذي قالت انه بات يمثل ظاهرة خطيرة يجب تداركها والعمل على معالجة اسبابها الحقيقة.
واظهر احدث تقرير نشرته مديرية مناهضة العنف ضد المرأة في الاقليم للنصف الاول من العام الحالي، مقتل 22 امرأة وانتحار 32 أخريات في إقليم كردستان.
ويشير تقرير المديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة، إلى تعرض 99 امرأة لحروق وقيام 58 امرأة بحرق أنفسهن، في النصف الأول من هذا العام، النسبة الاكبر منهن بمحافظة السليمانية.
ويشير التقرير ايضا إلى ارتفاع أعداد الشكاوى التي رفعتها النساء، للنصف الاول من العام الحالي مقارنة بنفس التأريخ من العام المنصرم، حيث سجلت المديرية 4970 شكوى، للعام الحالي اغلبها بمحافظة أربيل، بينما كان عدد الشكاوى المقدمة 4213 من نفس المدة للعام المنصرم.
كما ويظهر تقرير المديرية العامة لمناهضة العنف ضد المرأة تعرض 47 امرأة للاعتداء في النصف الأول من العام الحالي، حصل أكبر عدد منها في السليمانية، وهو ما يسجل تراجعا في عدد حالات الاعتداء عن 58 حالة اعتداء سجلت في النصف الأول من العام المنصرم.
ويشهد اقليم كردستان سنويا تدشين العديد من حملات التوعية المجتمعية برعاية الامم المتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة، واظهار الاثار السلبية للعنف ضد المرأة على الافراد والمجتمع بنحو عام.
وكان رئيس حكومة اقليم كردستان السابق نيجيرفان بارزاني قد اكد في مناسبات مختلفة سعي حكومته للقضاء على هذه الظاهرة، والحد من العنف ضد المرأة، مؤكداً إن الزيادة المطردة في عدد الشكاوى المقدمة في الدوائر المتخصصة في حكومة إلاقليم، التي تتعامل مع القضايا المتعلقة بالعنف ضد المرأة، تشير إلى انتشار الوعي المجتمعي للحد من هذه الظاهرة التي عدّها تهديدا للحرية والسلم الاجتماعي.