إبراهيم حسو
كلُ يومٍ
أنظرُ الى جسَدي
أتحسّسُ وجوهي الكثيرة المنتفخة
أيدي الكثيرة
عيوني التي جفتْ من الانتظارِ
قلوبي الضجرة من دقاتٍ غريبةٍ لا مبالية
جلُودي المُلتهبة كأنها قطعةُ أرضٍ قاحلةٍ
كلُ يومٍ
أرى دموعي العزيزة
تسقطُ دون أن أحّركَ ساكنْ
أُذناي التي شاختْ ولم تعدُ تسمعُ صوتَ شجرةٍ مارةٍ
أنوفي التي لا أجدُ لها مُبرراً لوجوِدها في منتصفِ وجهي
أنوفٌ زائدةٌ عن حاجتي
كلُ يومٍ
أجدّدُ جسدي
أقلّبهُ كأنهُ قطعةُ لحمٍ على موقد قديم
أرتبّهُ كما كأنهُ شرشف أبيض أو أحمر
لا فرقَ على سريرٍ مريضٍ بالسرطانِ
أنفخُ فيه كما كأنهُ سُيولد ويثُمر
وينادي على نصفهِ المفقود
أطوّيهِ كقطعةٍ نقودٍ في مطمورةِ طفلٍ
يريدُ أن يشتري عصفوراً
كلُ يومٍ
أحمَي جسَدي مني
أروّضهُ كي لا يبتلعني.