بعد ان أعلنت الحرس الثوري منظمة إرهابية..
متابعة ـ الصباح الجديد :
أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الولايات المتحدة «دولة راعية للإرهاب»، وصنّف القيادة المركزية في الجيش الأميركي (سنتكوم) وكل قواتها المسلحة «منظمة إرهابية»، ويأتي هذا الفعل ردا على ادراج الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني على لائحة «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، وحذّرت كل «الشركات والمصارف في العالم» من التعامل معه، سعياً إلى «تغيير في سلوك» نظام طهران، الأمر الذي دفع المجلس الأعلى للامن القومي الإيراني الى الرد.
وحذر المجلس من أن «هذا التدبير الأحمق وغير الشرعي، يشكل تهديداً بالغاً للاستقرار والسلام الإقليميين والدوليين».
حدث هذا بعدما وجّه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، بوصفه رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، تحضّه على تصنيف القوات الأميركية العاملة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الإفريقي (سنتكوم)، على لائحة المنظمات التي تعتبرها طهران «إرهابية».
واستند في ذلك إلى «قانون مواجهة انتهاك حقوق الإنسان والممارسات المغامرة والإرهابية لأميركا في المنطقة»، الذي أقرّه مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني. وأبلغ ظريف لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان أن وزارة الخارجية الإيرانية ستوجّه «رسالة احتجاج» إلى السفارة السويسرية في طهران، في شأن تصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، محذراً من «نتائج خطرة مترتبة عليه». وترعى تلك السفارة مصالح واشنطن في طهران.
وبثّ التلفزيون الإيراني أن قرار الولايات المتحدة «يتعارض مع القانون الدولي وليس قانونياً».
وأضاف: «ليس لأي دولة أخرى الحق القانوني في اعتبار قوة مسلحة في دولة أخرى إرهابية. نفوذ إيران في الشرق الأوسط ونجاحها في محاربة (تنظيم) داعش، من الأسباب التي أدت إلى التصنيف».
وصنّفت واشنطن رسمياً للمرة الأولى، قوة عسكرية في بلد آخر منظمة إرهابية، بعدما اعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن «الحرس الثوري هو الأداة الرئيسة للحكومة (الإيرانية) لتوجيه حملتها الإرهابية العالمية وتنفيذها».
وأضاف أن التصنيف «يوضح بجلاء أخطار الدخول في معاملات مالية مع الحرس الثوري أو دعمه. إذا تعاملت مالياً مع الحرس الثوري، تموّل الإرهاب». وتحدث عن خطوة «تُعتبر سابقة»، لافتاً إلى أنها تؤكد أن «إيران ليست فقط دولة راعية للإرهاب، بل أن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له، بوصفه أداة حكم». ورأى أن هذا التدبير يتيح تكثيف «الضغط» على طهران.
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن «الشركات والمصارف في العالم أمام مسؤولية واضحة، تقضي بالتأكّد من أن كل المؤسسات التي تتعامل معها مالياً، ليست على أي علاقة مادية بالحرس الثوري الإيراني».
واعتبر أن النظام الإيراني «لا يدعم الإرهاب فحسب، بل هو متورط بأعمال إرهابية»، مشدداً على أن إدارة ترامب تستهدف إحداث «تغيير في سلوك» هذا النظام. وأعلن أن التصنيف سيُطبّق خلال أسبوع.
ولفت ناثان سيلز، المنسق الأميركي من أجل مكافحة الإرهاب، إلى أن الإدارة تستهدف «فضح الحرس الثوري» أمام كل شركائه الأجانب المحتملين. وتابع أن ذلك يعني أن كل «دعم مادي» لهذا التنظيم، الذي تعتبره واشنطن «عصابة» تعتمد على «الابتزاز»، سيُعدّ «جريمة فيديرالية».
أما الموفد الأميركي المكلّف ملف إيران براين هوك، فذكّر بأن الولايات المتحدة فرضت قبل سنتين 25 سلسلة من العقوبات ضد كيانات إيرانية، مضيفاً أن العقوبات المفروضة امس الاول الاثنين «ليست سوى فصل جديد وسيكون هناك غيرها».
وتدرج الولايات المتحدة عشرات الكيانات والأشخاص على لوائح سوداء، لانتمائهم إلى «الحرس». كما أدرجت عام 2007 «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس» على لوائحها السوداء، نتيجة «دعمه الإرهاب»، واعتبرته «ذراع إيران الأساسية لتنفيذ سياستها لدعم الجماعات الإرهابية والمسلحة».
ويحذر منتقدون من أن تلك الخطوة قد يعرّض مسؤولي الجيش والاستخبارات الأميركيين لإجراءات مشابهة من حكومات غير صديقة. وقرار ترامب سيعقّد الجهود الديبلوماسية، إذ من دون استثناءات، يمكن منع قوات أميركا وديبلوماسيّيها من الاتصال بالسلطات العراقية أو اللبنانية التي تتعامل مع قياديّي «الحرس» أو وكلائه.
ورحبّت وزارة الخارجية البحرينية بقرار الولايات المتحدة تصنيف «الحرس» منظمة إرهابية أجنبية.
وقبل ساعات من قرار ترامب، مدّد الاتحاد الأوروبي لسنة عقوبات فرضها عام 2011 على 82 كياناً وشخصية إيرانية، بعد «انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان في ايران».
إلى ذلك، دشّنت شركة «ماهان آر» الإيرانية الخاصة رحلات جوية مباشرة إلى فنزويلا.
جاء ذلك بعدما حظّرت فرنسا وألمانيا رحلات الشركة، متهمة إياها بنقل عسكريين وعتاد عسكري، إلى سورية ومناطق حروب أخرى في المنطقة. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركة عام 2011، إذ اتهمتها بدعم «الحرس الثوري».