ناقوس خطر يطرق أبواب الاسر العراقية
اعداد – زينب الحسني:
«بوبجي « لعبة إلكترونية سرقت عقول الشباب وتركيزهم واستولت على حياتهم الشخصية وبعض من أموالهم.
فهي لعبة تلخص واقعاً يتأرجح بين الإدمان والهرب من جهة والتسلية والمرح من جهة أخرى. ومهما كثرت النظريات وأساليب الشرح، يبقى الواقع واحداً وهو أن جيل الشباب مهددٌ على أصعدة عدّة إن كان من جهة ثقافة السلاح أو الأفكار التي تُزرع في داخله حول اللجوء إلى المعارك والحروب لتحقيق نشوة الانتصار انطلاقاً من غريزة البقاء.
وقد سببت هذه اللعبة الكثير من المشكلات على صعيد العالم العربي خصوصاً في العراق ومصر، وكانت وراء العديد من حالات القتل والانتحار، وفي المحاكم نجد اعداداً لايستهان بها من الشباب يتواجدون هناك لغرض إجراءات الطلاق اذ كانت هذه اللعبة أحد الاسباب الرئيسة للطلاق.
واللعبة، عبارة عن معارك متعددة يشارك فيها لاعبون مختلفون من شتى أنحاء العالم عبر الإنترنت، وفي كل مباراة يهبط 100 لاعب إلى خريطة مملوءة بالأدوات والأسلحة المختلفة، ومن ثم يقاتلون بعضهم البعض حتى يموت الجميع وينجو شخص واحد أو فريق واحد.
انتحار مراهق عراقي
وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان في العراق أن مراهقًا من محافظة بابل، انتحر بسبب لعبة بوبجي (PUBG) الإلكترونية، وأبدت قلقها من تنامي «الأفكار الهدامة» بين أوساط الشباب في البلاد.
وقال زيدان العطواني، عضو مفوضية حقوق الإنسان في العراق (مؤسسة رسمية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان وترتبط بالبرلمان): « وردنا وقوع حالة انتحار لدى أحد المراهقين (17 عاماً) من أبناء محافظة بابل نتيجة تأثره بفعل لعبة بوبجي بحسب تصريحات عائلته.
وأضاف، في بيان، أن «هناك ضرورة لإعداد الدراسات وتحديد أسباب مثل هذه الحالات المؤدية الى الحاق الضرر بالشباب العراقي، وأكد على ضرورة إيجاد الحلول المناسبة».
وطالب العطواني العائلات العراقية بزيادة مراقبة أولادهم وتوفير البدائل الترفيهية المناسبة لهم، والحرص على انتشالهم من دوامة مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الخطيرة والمشبوهة.
وأثارت لعبة «بوبجي» جدلا كبيرًا في الكثير من البلدان العربية، ومنها العراق، في الآونة الأخيرة بعد أن تسببت في العديد من مشكلات اجتماعية.
مختصون يحذرون منها
ويحذر مختصون في علمي النفس والاجتماع من خطورة اللعبة المثيرة للجدل بوصفها تحرض على العنف والقتل.
جاءت نظرة علم النفس لتؤكد أن «لهذا النوع من الألعاب خطورة كبيرة لأنها تجعل الإنسان يهرب من واقعه ليعيش في عالم آخر بعيداً من الحقيقة. فلا يدرك دائماً الفرق بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي الذي تعرضه اللعبة»، على وفق ما شرح الاختصاصيون في علم النفس لأن لهذه اللعبة خطورة كبيرة على المراهق لأنها توهمه بأن أساليب العنف هي الطريقة الوحيدة للدفاع عن النفس، «وكأن العنف هو الوسيلة للوصول الى الهدف المنشود وإلغاء الآخر أمر طبيعي». وأن PUBG وما يشابهها «تجعل الفرد يلجأ إلى العنف لحل نزاعاته، كأن الاذية أصبحت أمراً إعتيادياً، وتصبح بذلك ردات فعله عصبية كما يصبح منعزلاً اجتماعيًا ويتفاعل مع آلة ويعيش في عالم خيالي». وشددت على أن هذه الألعاب تؤثر في مستوى الطلاب المدرسي كما يمكن أن تؤدي إلى الادمان، وحذّرت من أن «استعمال السلاح في هذه اللعبة يشجع الفرد على استعماله في الحياة الطبيعية».
يُذكر أن منظمة الصحة العالمية حذرت في دراسات، من أن إدمان الألعاب الإلكترونية يمكن تصنيفه كمرض مزمن حالياً يؤدي إلى اضطراب الصحة العقلية لعدد كبير من مستعمليه، وتسبب في أكثر من 40 ألف حالة طلاق حول العالم حتى الآن، حسب تلك الإحصائيات.
الازهر يحرمها
وأصدر مركز الأزهر للفتوى في وقت سابق على صفحته في فيس بوك بياناً حذر فيه من خطورة ممارسة لعبة pubg، وذلك بعد أن كانت الدافع وراء عدة جرائم قتل.
وأشار المركز في بيانه إلى أنه «تابع ما نشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من ألعاب تخطف عقول الشباب خاصة وكثيراً من أفراد المجتمع، وتجعلهم يعيشون عالما افتراضياً يعزلهم عن الواقع، وتدفعهم بعد ذلك إلى ما لا تحمد عاقبته، ومن ذلك ما انتشر مؤخراً من لعبة تدعى (pubg) وما يماثلها. وتستهدف هذه اللعبة جميع الفئات العمرية، وخاصة الشباب وتعد الوجه الآخر للعبة الحوت الأزرق».
وتابع ان «هذه اللعبة تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها للأسف تستعمل أساليب نفسية معقدة تحرض على إزهاق الروح من خلال القتل، وتجتذب اللعبة محبي المغامرة وعاشقي الألعاب الإلكترونية لأنها تستغل لديهم عامل المنافسة تحت مظلة البقاء للأقوى، وقد رصد قسم متابعة وسائل الإعلام بالمركز أخباراً عن حالات قتل من مستعملي هذه اللعبة، وقد نهانا الله سبحانه عن ارتكاب أي شيء يهدد حياتنا وسلامة أجسامنا وأجسام الآخرين فقال تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)، وقال (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق)».
وأضاف: «لخطورة الموقف، وانطلاقاً من دور مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الرائد في إرشاد الناس إلى ما فيه خيرهم، وتحذيرهم مما فيه ضررهم، يحذر من خطورة هذه الألعاب ويهيب بالسادة العلماء والدعاة والمعلمين بضرورة نشر الوعي العام بخطورة هذه الألعاب على الفرد والمجتمع، وتأكيداً على حرمة هذا النوع من الألعاب، لخطورته على الفرد والمجتمع يحرم مركز الأزهر للفتوى هذا النوع من الألعاب ويهيب بأولياء الأمور وكل الفاعلين في المجتمع والجهات المختصة إلى منع هذا النوع من الألعاب».
الاتصالات تنفي حجبها
من جانبه نفى وزير الاتصالات نعيم ثجيل الربيعي، نية الوزارة حجب لعبة ‹PUBG› في العراق.
وقال الربيعي إنه ‹ليس لدينا نية لحجب لعبة البوبجي في الوقت الحالي، وما نشر بشآن ذلك هو شائعات ليس إلا›.
وكانت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، تناقلت أنباء عن عزم الوزير الجديد حجب لعبة “PUBG” في البلاد، وسط رفض شعبي كبير لهذا الإجراء.