سمير خليل
مع تواصل سبات الدراما المحلية واختفائها، يجعل اقترابها او المقارنة ضربا من المستحيل او هو المستحيل بعينه بينها وبين نظيرتها العربية التي (اجتاحت) شاشات القنوات الفضائية.
ومع الكم الهائل من الاعمال الدرامية، وكم النجوم الرواد والشباب والوجوه الجديدة، في تلك الاعمال، ترسم صورة رائعة للإنتاج التلفازي بغزارته وتنوعه، مما يجعل الناظر عاجزا عن اللحاق بمتابعة هذه الاعمال ومشاهدتها.
المشاهد العراقي بات ينتظر عاما بعد عام ان تعود الدراما المحلية الى الساحة، ويستذكر الاعمال الكبيرة التي كانت تغطي مساحة واسعة من ساعات البث التلفازي.
وللوقوف على حال الدراما وما قُدم خلال شهر رمضان الفضيل لان ما يقدم خلال ايام هذا الشهر المبارك، أصبح المعيار الحقيقي لتطور الدراما التلفازية، وبعد استعراضنا لما قدم محليا في رمضان وجدنا ان المحصلة هي “اسكيتشات” كوميدية خفيفة، وما يعرف بـ “السيت كوم”، تشابهت في الشكل، وتقاربت بالمضمون، فجميع ما قدم محليا في رمضان كان عبارة عن استعراض غنائي راقص في مقدمة الحلقات ونهايتها، مع فواصل كوميدية تتناول موضوعات محلية بكل ما تحتويه من احداث يومية.
ما ميز هذه الاعمال ان اغلب ابطالها شاركوا بأكثر من عمل، وبأكثر من قناة. (الصباح الجديد) التقت بعض نجوم الفن العراقي ممن حلو ضيوفا على العائلة العراقية من خلال شاشة رمضان، وسجلت الانطباعات عن هذه الاعمال وما اضافته للممثل العراقي، ولماذا استعيض عن هذه الاعمال بنظيرتها الكبيرة.
الفنان حيدر منعثر الذي يعود الى الدراما التلفازية بعد غياب سنوات من خلال مسلسل (غرامي شرطي وحرامي)، الذي يقدم من على شاشة قناة الرشيد، قال: -بكل تأكيد ان ما قدم ليس انموذجا للدراما، ولا يرتقي الى الطموح، وذلك لأهمية الدراما وما تحتاجه من عناصر انتاج كبيرة لا نستطيع اليوم تهيئتها، وللأسف استمرت شحة الاعمال الدرامية، لان الاموال قليلة، ولم يقدم للدراما المحلية ما يمكنها ان تقدم اعمالا توازي او تقترب من الاعمال العربية التي قدمت هذا العام.
وتابع: ما قدم محليا كان اسكيتشات كوميدية خفيفة كلها تدور في فلك واحد، مادة بسيطة، ورخيصة، وسريعة، باختصار اجدها وجبة خفيفة بعد الإفطار، واعتقد انها لم تضف شيئا الى الممثل، فالكل يكرر نفسه بأدوار متشابهة في كل الاعمال “.
الفنان احسان دعدوش والذي كان (جوكرا) في اغلب الاعمال، اذ شارك في مسلسل (زرق ورق)، والمسلسل الكارتوني (فشافيش) من قناة الشرقية، و(نص كوم) من العراقية، و(56) من قناة الفرات، و(هاشتاك) لقناة دجلة، يقول ” بتجرد، ان ما قدم محليا هذا العام كان كوميديا، وذلك لحاجة الناس لمثل هذه الاعمال، وفي شهر رمضان بالذات حيث تجتمع العائلة، إضافة الى ان هذه الاعمال اقل كلفة بكثير من تكلفة انتاج اعمال ضخمة.
وأضاف: ضمت هذه الاعمال فناني الكوميديا، وباعتقادي ايضا ان مشكلة الدراما، إضافة لشحة الأموال، فهناك ضعف في النصوص المقدمة، نحتاج خطوات لتطوير الكتابة للتلفزيون من خلال الدورات والمسابقات، وكذلك نحتاج لنظام شركات الانتاج كما هو الحال في مصر مثلا “.
زميله الفنان علي جابر والذي يشاركه في مسلسل (زرق ورق)، و(هاشتاك)، إضافة الى عمله في مسلسل (سمايل) من قناة العراقية قال بدوره: “تلك الاعمال دارت في مكانها نفسه، ونفذت بعجالة ومن دون تحضير، او اعداد واضح. العملية اشبه بسباق مع بداية شهر رمضان، من تصوير ومونتاج، ثم العرض، تنفذ كلها خلال الشهر، عكس الاعمال العربية التي يتم التحضير لها قبل شهر رمضان، وتأخذ وقتها الطبيعي للتصوير والعرض، وعلى العكس منا فهناك الممثل يرتاح خلال شهر رمضان، برأيي هذه الاعمال لا تضيف للفنان شيئا، بل هي تأخذ من جرف الفنان الذي من حقه ان يبحث عن كاركتر جديد، واضافة جديدة”. وقال الفنان سعد خليفة والذي يشارك في مسلسل (غرامي شرطي وحرامي ) من قناة الرشيد، و(شابجات) من قناة دجلة، و(فشافيش) من الشرقية، ” كل عمل من الاعمال المقدمة له وضعه وظرفه وجهده الخاص، ويعتمد على سياسة القناة بالإنتاج، مع الاسف القنوات نفسها تقتل اعمالها لضيق وقت العمل، الذي يتركز خلال شهر رمضان، والمفروض ان تجري التهيئة والتحضير قبل مدة طويلة، وبرغم ان هذه الاعمال اعتمدت على نجوم الكوميديا المعدودين، الا ان التكرار كان سائدا، لكني وجدت في غرامي شرطي وحرامي مساحة اكبر حررتني بالعمل، وقدمت جديدا فيه”.
الدراما المحلية في رمضان وجبة خفيفة بعد الإفطار
التعليقات مغلقة