الطائرات الروسية تدخل الخدمة في معارك ضد “داعش”
بغداد ـ وعد الشمري:
علمت “الصباح الجديد” من مصادر موثوقة ان العراق تسلم امس الجمعة ثلاث طائرات نوع سوخوي روسية الصنع من الجانب الايراني، من المؤمل أن تستخدم خلال المعارك التي تجري حالياً بين القوات الامنية مع تنظيمات داعش الارهابية، فيما ان المفاوضات مستمرة لاسترجاع المزيد من الطائرات خلال الايام المقبلة.
وهذه الطائرات ضمن مجموعة مجموعة من المقاتلات متواجدة في طهران منذ العام 1991 ابان دخول نظام صدام الكويت وحرب الخليج الثانية.
وسبق ان ذكر “المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية” في لندن الأربعاء الماضي أن الطائرات الحربية من طراز سوخوي، والتي أعلنت الحكومة العراقية منتصف الاسبوع المنصرم وصولها من موسكو، ليست روسية كما أذيع وإنما قدمت من إيران المجاورة.
لكن عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان السابق عباس البياتي، علق على هذه الادعاءات بإن “الكلام عن تسلم العراق طائرات روسية من ايران عارٍ عن الصحة”.
واشار إلى أن “العراق اشترى طائرات السوخوي من روسيا بناء على مكالمة هاتفية بين رئيس الحكومة، نوري المالكي، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حيث تعهد الأخير بسرعة تجهيزها لتأمين حاجة القـوات المسلحـة للغطـاء الجوي”.
وعدّ البياتي، أن “ما تردد بهذا الشأن يندرج ضمن سياسة التشويش سيما أن تلك الطائرات ستحدث نقلة في أداء قواتنا الجوية”.
وبين أن هنالك “أسلحة روسية أخرى ستصل العراق بناء على عقود سابقة تتضمن مروحيات مي”.
وأوضح البياتي عضو بائتلاف دولة القانون، أن “الجانب الأميركي سرّع عقود بعض التجهيزات العسكرية مثل صواريخ هيل فاير، وزاد عدد خبرائه لأكثر من 300 شخص”.
وافاد البياتي بأن “هذه الطائرات نفذت ضربات جوية لاوكار تنظيم داعش والقاعدة في اماكن مختلفة من محافظتي الموصل وصلاح الدين”.
كما قال “انها امنت الغطاء الجوي للقوات الامنية للتقدم نحو الامام لاجتياح المناطق المسيطر عليها من قبل هذا التنظيم”.
واضاف البياتي ان “هذه الطائرات متعددة الاغراض والاهداف التي استهدفتها فعالة جدا”.
ويرى انها “حدثت نقلة نوعية في المعركة ضد تنظيمات الارهابية والمجاميع المسلحة بساحات القتال وستقلص الفترة المحددة لإعادة السيطرة على المناطق الساخنة”.
وتؤكد مصادر مطلعة من وزارة الدفاع الى “الصباح الجديد” ان “سوخوي” تحلق حالياً في سماء بغداد ودخلت الخدمة منذ منتصف الاسبوع الماضي وشنت عمليات نوعية استطاعت قلب موازين المعركة لصالح القوات الامنية في جبهات عديدة.
ونفت موسكو مشاركة طياريها في الهجمات العراقية بطائرات سوخوي على معاقل الارهابيين في المحافظات الوسطى والغربية.
ويذهب محللون عسكريون دوليون، إلى أن العراق لم يفعل “إلا القليل” لإعادة بناء قوته الجوية، برغم مرور 11 سنة على إسقاط نظام صدام، وفي حين اتهم بعضهم واشنطن بترك العراق في وقت لم يكن يمتلك فيه قوة جوية فعالة، حمل آخرون بغداد مسؤولية تأخر تجهيزها بطائرات اف – 16 لإخلالها بشروط العقد وعدم تسديد الأقساط الأولية لشركة لوكهيد مارتن المصنعة لها، عادين أن الروس أسدوا خدمة للعراقيين بتجهيزهم بطائرات سوخوي SU-25 المصممة أساساً لتأمين الإسناد الجوي القريب للقطعات البرية.
وتتمتع طائرة سوخوي 25 الروسية التي وصلت العراق من موسكو بكونها طائرة هجوم أرضي نفاثة ذات محركين من تصميم وتصنيع مكتب سوخوي وهي معدة خصيصا للهجوم الأرضي ودعم القوات البرية.
وأتم خبراء فنيين روس عملية تجميع الطائرات والذين قد وصلوا الى العراق برفقة هذه الطائرات والتي دخلت الخدمة بحسب ما اعلنه قائد القوة الجوية العراقية الفريق أول ركن أنور حمه أمين الذي وجهت اليه إتهامات شديدة اللهجة بتعطيل ملف التسليح مع وزير الدفاع السابق عبد القادر العبيدي.
وكان القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي قد كشف في 26 حزيران الماضي عن شراء العراق طائرات قتالية قديمة ومستعملة من روسيا لمحاربة الارهاب عازياً التعاقد على الصفقة لتأخر الولايات المتحدة الامريكية تسليم الطائررات المقاتلة أف16 التي تعاقد عليها العراق والبالغة 36 طائرة المقرر تسليم أولى وجبة منها في أيلول المقبل والمؤلفة من طائرتين.
ويشهد العراق تدهورا امنيا ملحوظا دفع برئيس الحكومة نوري المالكي، في (10 حزيران 2014)، الى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم “داعش” على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها قبل ان تتمكن القوات العراقية من استعادة العديد من المناطق، في حين تستمر العمليات العسكرية في الانبار لمواجهة التنظيم.