كولن ـ وكالات:
لم يكتفِ الفنان غازي يوسف إبراهيم (أبو بشار)، بمهنة المهندس الزراعي، فهو فنان يجيد العزف وكانت له مسيرة فنية متميزة، بل خبرة عريقة تمتد لعقود في مجال الموسيقا، أنه خبير في الموسيقا العربية، وهو خريج معهد الدراسات النغمية، وعضو مجمع الموسيقا العربية في القاهرة، وعازف وملحن، من رواد المدرسة المصرية في الموسيقا، حضر العديد من المؤتمرات العالمية، فله أبحاث ودراسات عديدة في مجال الموسيقا العربية، يجيد العزف على خمس آلات موسيقية، لكنه يعشق الناي ربما لأصالة هذه الآلة القديمة والبسيطة، وهي التي أختارها كي تكون مجال رعايته ودراسته والعمل على تطويرها، وهي الدافع له ليبتكر آلة موسيقية جديدة أسماها «النايلوت» كونها تجمع بين مهام آله الناي وآلة الفلوت، التقيته صدفة في زيارة سريعة لمدينة كولن الألمانية في ضيافة (الديوان الشرقي الغربي في كولن الألمانية) حيث كان هو ضيف الشرف.
عن أبتكاره العلمي الجديد، وعن الغاية منه، وكيف تمت عملية الابتكار ومراحل تطورها؟ يجيب الفنان بالقول، «كان عازف آلة الناي يعاني صعوبة كبيرة في تنفيذ بعض الألحان كون هذه الآلة البسيطة فيها نغمات مفقودة ضمن السلم الموسيقي المؤلف من خمس درجات، لذا يصعب اخراج جميع النغمات، فبدأت لدي فكرة تطوير هذه الآلة منذ سنة 2002م، واستكملت الدراسة وابتكرت هذه الآلة النموذج التي تراها والتي أضافت نغمات جديدة، أنها ليست من القصب بل من المعدن عبارة عن سبيكة من الخارصين وممكن أن تطلى بالفضة أو الذهب، وهي تسهل الانتقالات النغمية، عبر أسس علمية قمت بدراستها وتجربتها لسنوات طويلة، وحصلت على براءة اختراع عنها سنة 2007م، وهي آلة نفخية هوائية تعزف تون ونصف تون وربع تون، ويمكنها ان تخرج نغمات موسيقية شرقية وغربية، والنايلوت الكامل فيه 15 ثقباً إضافيا، مما يمكنه أخراج 24 نغمة، وهذا يحتاج من العازف جهدا أكبر من الناي بالإضافة إلى ضرورة التمرين عليه.
وبشأن آفاق انتاج وتسويق هذه الآلة، وكيف هي نظرة الآخرين لها، يقول، «لقد أعجبت الآلة العديد من الفنانين، فكما هو معروف في الناي المصنوع من القصب، لا توجد قصبة تشبه أخرى مائة في المائة، لذا تتباين النغمات فيه، أما في المعدن فيمكن أنتاج نفس المواصفات بالضبط، وسهلت عزف نغمات لم يكن مقدورا عليها.
المشروع يحتاج إلى من يتبناه ماديا، ننتظر ممولين، لصنع هذه الآلة الجديدة، كي ترى النور.
وللعلم أنها ليست المحاولة الوحيدة لتطوير آلة الناي المعروفة لدى العراقيين والمصريين وغيرهم، منهم عازف الناي المعروف المصري محمود عفت، كما قام عازف الناي المصري رضا بدير بالعزف على آلة ناي مبتكرة تسمى (سوبر باص ناي) هذه الآلة تتميز بمساحة ثمانية درجات صوتية موسيقية، كما جرت محاولة لتطوير الناي المزدوج الفرعوني الذي يجمع بين الناي العادي بما فيه من إمكانيات وبين ناي آخر يصدر عنه صوت متصل يمثل درجة ركوز على المقام الذي يعزف من الجهة الأخرى (الناي العادي). وهنالك الناي البلاستيك إلا أنه تبين عند تجربته أن جواب هذه الآلة يصدر ضعيفاً ويحدث أحياناً شرخاً في الصوت وغير نقى، وهنالك الناي ذو العشر ثقوب، وغيرها من التجارب الأخرى.
