17 ألف مقاتل لاقتحام الفلوجة من خمسة محاور و”الذهبية” تتوغل في العمق بعد تمشيط الصقلاوية

باحث عراقي: يجب أن تنتهي المعركة بالنصر

بغداد – وعد الشمري:

بدأت القوات الأمنية، أمس الجمعة، معركة اقتحام الفلوجة من خمسة محاور، فيما أكدت مصادر أن “الفرقة الذهبية” دخلت أسوار المدينة من ناحية الصقلاوية ووصلت إلى “أحياء استراتيجية”، متوقعة وجود نحو 3500 مقاتل فيها.

يأتي ذلك في وقت، حذر باحث في شؤون الجماعات الإسلامية من ان اتساع ساحة المعركة على القوات الأمنية يصعب حسم معركة الفلوجة التي “يجب ان تنتهي بالنصر”.

وقال مصدر امني رفيع المستوى، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “القوات الأمنية وبمختلف صنوفها بدأت رسميا معركة اقتحام الفلوجة”.

وأضاف المصدر ان “العملية التي وضعت خطتها من قبل كبار القيادات جرى الاتفاق على تنفيذها عبر خمسة محاور بغية الوصول إلى عمق المدينة”.

وزاد بالقول، “الفرقة الذهبية باشرت بعملها من ناحية الصقلاوية التي اقتحمتها الأسبوع الماضي لكن لم يتم تمشيطها بالشكل الكامل”

ولفت المصدر إلى ان “هذه القوة حققت تقدما كبيراً واحتلت مواقع استراتيجية أهمهما منطقة الجسر القديم بتجاه قرى البو عيسى”.

ونوه المصدر إلى أن “باقي القوات المشاركة فقد شنت الهجوم من مناطق؛ سدة النعيمية وجامعة الفلوجة الجديدة والكرمة والخط السريع الرابط ببغداد”.

واستطرد المصدر ان “القطعات التي تحركت من هذه المحاور الأربعة لم تحقق تقدما ملحوظا وكان دورها يقتصر على ضرب أوكار العناصر المسلحة”.

لكنه كشف، أن “مجموعة من عناصر الفوج الطوارئ الاول قد وصلت إلى سكة قطار الحلابسة القريبة من المدينة”.

وقدر المصدر ان “يكون عدد القوة الأمنية التي تخوض عملية اقتحام الفلوجة حالياً نحو 17 الف مقاتل من مختلف الأجهزة”.

في المقابل، أفاد المصدر ان “المعلومات الاستخبارية تفيد بوجود 3500 مقاتل موزعين في المدينة المحاصرة”.

وأكمل بالقول ان “لداعش 1500 مقاتل لكن ليس لديها تنسيق ميداني عكس الفصائل الاخرى المقدر عددها بـ 2000 مقاتل فهم يتحركون بخطط واحدة بعد ان تحالفوا في غرفة عمليات مشتركة”.

وتحدثت مصادر أمنية عن قيام قوات الجيش والشرطة بقطع جميع اتصالات الهاتف المحمول وشبكات الأنترنيت عن مناطق الرمادي والفلوجة، من الجمعة وحتى إشعار آخر على خلفية تلك العمليات.

من جانبه، أكد هشام الهاشمي الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أن “القوات الأمنية عليها تحقيق النصر في معركة الفلوجة بأي شكل لأنها نفذت الاقتحام بعد جولة طويلة من الإعداد والانتظار”.

ويرى الهاشمي، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “المهمة قد تكون صعبة لان العديد من المناطق الانبار لا تزال غير محررة بشكل كامل وكان عليها حسم أمرها قبل التوجه إلى الفلوجة”.

وأضاف أن “داعش لا تزال مسيطرة على أحياء في الرمادي مثل البو بالي والبو عبيد وزوية كما ان الصقلاوية لم يحكم السيطرة عليها بعد”.

وتابع، “هناك قلق من تكرار سيناريو مدينة الفلوجة مع الأمريكان عام 2006”.

وخلص الهاشمي إلى ان “هذا الوضع سيوسع ساحة المعركة على القوات الأمنية وسيضع المعرقلات أمام إنهاء اقتحام الفلوجة قريباً”.

قبل ذلك، كانت وزارة الدفاع، أعلنت امس الجمعة، عن بدء عملية تعرضية واسعة ومباغته على أوكار “المسلحين” على عدة محاور في مناطق الفلوجة بالتعاون مع وزارة الداخلية وشيوخ عشائر الانبار، مبينة أن العملية أسفرت عن قتل الكثير من “داعش”.

وقالت الوزارة في بيان رسمي منه، إن “القوات المسلحة من القطعات البرية وجهاز مكافحة الإرهاب وسلاح القوة الجوية وقيادة طيران الجيش وبالتعاون مع قوات وزارة الداخلية وشيوخ وأبناء الانبار قامت بعملية تعرضية واسعة ومباغته على أوكار عصابات داعش والقاعدة ومن تحالف معهم على عدة محاور في مناطق الفلوجة”.

وأضافت الوزارة أن “المحاور هي السجر والفلاحات والنعيمية والجامعة وجسر التفاحة الذي يعد الممر الرئيس لعصابات داعش الإرهابية في الفلوجة وغيرها من الأهداف”.

وأوضحت أن “القوات المسلحة تمكنت من قتل الكثير من عصابات داعش المجرمة والاستيلاء على أعداد كبيرة من أسلحتهم وعجلاتهم وتدمير الكثير من أوكارهم”،

وأشارت الوزارة وحسب البيان إلى أن “القوات ما زالت تديم الزخم لمطاردة الفارين من إرهابيي داعش”.

وتشهد الانبار منذ كانون الأول 2013، عمليات عسكرية واسعة النطاق، لملاحقة المجاميع المسلحة والتنظيمات “الإرهابية” مما أثر على وضع الأهالي واضطر مئات الآلاف منهم إلى النزوح خارج المحافظة أو داخلها، وخلق توتراً واستقطاباً حاداً في عموم العراق نتيجة ما أوقعته من ضحايا بين صفوف المدنيين والعسكريين فضلاً عن تدمير دور المواطنين والبنى التحتية

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة