«منور ملا حسون» سحابة حبلى بالعطاء الأدبي الثرّ

قره وهاب

إنطلقت إلى الساحة الثقافية من منبع الثقافة العراقية ، محملة بآراء وأفكار وكتابات وشعر ومسرح ونقد ومقالات وصحافة ، فاتحة ً أجنحة الإبداع في المهرجانات والمؤتمرات وفي مسابقات الشعر والقصة .. إنها الأديبة والقاصة والصحفية ( منور ملا حسون ).. التي رفدت الساحة الأدبية بنتاجاتها الثرة والتي احتضنتها ستة نتاج في الشعر والنقد والتاريخ .
تجد في شعرها الروائع وما أكثرها ، لذا فهو خير دليلٍ على فوزها في المسابقات الشعرية والقصصية ، وحصولها على كم هائل من الشهادات والدروع من مقامات ثقافية ومن وزراء ومحافظين . وتجد في مقالاتها وقصائدها هوية توركمن ايلى الموزعة على جسد تلك القصائد ، مستلهمة من تاريخ وجغرافية التركمان التي تزهو بكبرياءٍ ضمن خارطة العراق الأبي .
ففي قصديتها ( أرضي .. وطني .. بلدي ) التي تزينت بها مجموعتها الشعرية ( مرافئ ضبابية) تقول :

من أرض الذهب الأسود أنا ..
تربتها .. ورد ٌ،
طوالَ الفصول ِ يتورد .
أرضي .. نبعُ خيرٍ،
ونارٌ من ألف ألف تتوقد .

وتقول :
وطني كضفائر الشفق ِ يتسامى
ضياءً وكرامة .. يزدهي الأفقُ به ما ترامى ..
إن العطاءات الثقافية تفسرُ قلماً ينطوي نوراً في أبعاد مستقبل الثقافة أو يسارع الخيال والأفكار ، كمركبةٍ سابحة في مخيلة الإثارة والإبداع .
لذا نرى في شاعرتنا الوجدان الأصيل ، ذلك الوجدان المنفتح إلى عالم الثقافة ليخلق تأثيرا مبيناً على ثقافتها ، كما بنت لنفسها من خلال جهدها جسراً للعصرنة والحضارة القادمة عن طريق زرع أفكارها في الكتب الدراسية في مادة الأدب والنصوص للمرحلتين المتوسطة والإعدادية ، وهي تتطلع إلى زرع كل ماهو جميل وراقٍ في أروقة الصفوف ، وبما يحمل في طياته تفاصيل مستهلمة من روح الحضارة العريقة لقلعة كركوك والتي تناغم المآذن …

أشجارُ القلعةِ تسألني :
متى تخضرُّ جذور الزيتون .. ؟؟
( كركوك يا قصيدةَ الزمانِ )
أسألكِ ..
لعلّكِ تجيبين .. لعلّكِ تجيبين

تتخذ السردية طابعاً في أبيات قصيدة (هذيان حُلم ٍ مؤجل ) في مجموعتها الشعرية ( طلاسم العطش ) حيث يأخذ المدى الزماني ( تحكي أصداء الفصول / عجاف السنين / واغبرت الحكايا / كاظم الغيظِ منذ قرون / أخافُ أن أصحو ذات صباحٍ / لتطرز على هام العصور …) حضورا مميزاً في صورٍ تشكيلية مع المدى المكاني كلوحات ٍ شعرية متناغمة (تمتطيها خارطةٌ إسمها العراق / فاستوقفه سفحٌ أخضر / شِفاه السحاب / في عيون سيد القلعة / مواعيد الحب على الجدران .. )
وقد اثمرت جهودها في الساحات الثقافية العراقية عامة والتركمانية خاصة وذلك بفوزها في المسابقات الشعرية والقصصية داخل وخارج العراق ..
ولها بصمة واضحة في العمل الصحفي وذلك من خلال ترأسها لتحرير مجلتي( لآلئ كركوك / يلدز ) وجريدة ( القرار ) .
ولغرض إعطاء فكرة عالمية عن عملها الأدبي تم ذكر إسمها في العديد من الموسوعات في العراق وفي خارجه . ومنح أكثر من مئة ناقد دراسات نقدية قيمة لمنجزاتها الأدبية . إضافة الى تأليف ثلاثة نقاد معروفين كتبا نقدية عن تلك المنجزات الحبلى بالعطاء .
لذا لا يمكن الاستغناء عنها حين السعي في البحث عن الإبداع في الأدب التركماني إضافة الى إبداعها العابق بالبهاء في مجال الأدب العربي ..
شاعرتنا منور ملا حسون ، تنحو في كتابة الشعر منحىً حداثيا من حيث (الفكر – الترميز والتجديد ) ويتجلى ذلك في ومضة احتضنتها ومضات ( قنديل يقبل القسمة على مرارة البهجة) في ديوانها الشعري مرافئ ضبابية ) :
معادلة تشكيلية تفوح رعباً ..!
عندما يلتقي سر الوجود
بديمومة الصبرالمرير ..
وصخب اللحاق
بسراب العمر
يمتطي مهرةَ
الصباحات الشاردة ..!!
( منور) سحابة حبلى بالعطاء الأدبي الثر ، ما زالت تُمطر على أديم أدبنا بزخات قصائدها الخضراء المشحونة بالدفء والآمال، وكأنها شموع سرمدية تداعب أحلام القراء ..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة