وماذا عن حُبّ المال ؟

-1-
جاء في التاريخ :
انّ عبيد الله بن زياد خطب الناس في الكوفة وقال في خطابه :
ان يزيد أمره أنْ يزيد في عطاء كل واحد منهم مائة مائه وانْ يخرجه لحرب عدوه الحسين ..!!
وجاءت هذه الزيادة في العطاء لشراء الذمم وتحريك أصحاب الضمائر الميتة للمسارعة باتجاه الانخراط في صفوف مقاتلي الامام الحسين (ع) ولا نستطيع أنْ ننكر الفعل السحري للمال عند شرائح عبيد الدنيا ممن باعوا دينهم واستحوذ عليهم الشيطان .
هذا الى جانب التجنيد الاجباري للانخراط في صفوف المقاتلين للحسين حيث نادى منادي ابن زياد :
أنْ برئت الذمة ممن بقي في الكوفة ولم يخرج لحرب الحسين ..
-2-
والسؤال الآن :
هل يُلام المرء على حبه للمال ؟
والجواب :
اذا كان حبه للمال بداعي تمكينه من اشباع شهواته المحمومة ولياليه الحمراء والانفاق في المعاصي فهو أمر مذموم لا محالة .
اما اذا كان حبه للمال بداعي تمكينه من الانفاق في مضمار الخير والنفع
الانساني كاقامة المساجد والمعاهد والمشاريع الحيوية النافعة ، واغاثة البائسين والمستضعفين وصلة الارحام فلا ضير فيه على الاطلاق لان المال الذي ينفق في سبيل الله من العبادات المهمة .
-3 –
مَجْسُ الاختبار المهم هو كيفية الحصول على المال ؟
فان كان الهدف الحصول على المال بكل الوسائل سواء كانت مشروعة أو لا مشروعة فهذا هو المؤشر على الخلل في البُنية العقائدية والاخلاقية .
وأما كان الحصول على المال ضمن القواعد الشرعية الخالية من الشوائب فهذا مالا ضير فيه، ولابُدَّ للانسان أنْ يكدح لتأمين نفقاته الخاصة والانفاق على عياله ولكي لا يكون عالةً على الناس .
-4-
وحين لا يتورع أصحاب الادعاء بالتدين عن الحصول على المال بالطريق الحرام فانهم يكشفون بذلك عن حقيقتهم ، وانهم ليسوا الاّ عصابات سرقة ولصوصية تتستر بالعباءة الدينية :
وقد ابتلي العراق الجديد بالكثير الكثير من هذه الشراذم التي أَثْرَتْ على حساب الشعب وهرّبت المئات من المليارات الى خارج العراق .
-5-
ولنختم بما قاله الشاعر في هذا الخصوص :
لا يغرنّك من المرء قميصٌ رقّعَهْ
أو إزارٌ فوقَ كعب الساقِ منه رَفَعَهْ
أو جبينٌ لاحَ منه أَثَرٌ قد صَنَعهْ
أره الدرهم والدينار وأنظر وَرَعهْ

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة