دولارات جديدة تحمل صورة مرأة سوداء

هاريت تبمان رمز لرفض العبودية

الصباح الجديد – متابعة:

كشفت واشنطن خطتها لتغيير تصاميم بعض الأوراق النقدية من فئة خمسة وعشرة وعشرين دولاراً، لتحمل صورة «إحدى المناضلات ضد العبودية» وهي هارييت تبمان، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ مئة عام.
وكشفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي أن وزارة الخزانة الأميركية تتخذ خطوات جدية بالفعل لوضع هاريت توبمان على ورقة الـ20 دولارا، كما كان مخططا في ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وكان وزير الخزانة الأميركية جاك ليو قد ذكر في العام الماضي أن ورقة خمسة دولارات ستحتوي في واجهتها الأمامية على حدثين يتعلقان بحركة الحريات المدنية، وقعا قرب نصب الرئيس الأميركي الراحل أبراهام لينكولن، والذي قاد البلاد أيام الحرب الأهلية الأميركية وأصدر قانون إنهاء العبودية، فيما ستحافظ الواجهة الخلفية على وضعها باحتوائها صورة الرئيس نفسه.
قصة هاريت توبمان
كانت هاريت تُدعى عند ولادتها أرامنتا روس، وكان والديها هاريت جرين وبن روس من العبيد. ولم يسجل بالتحديد مكان ووقت ولادة هاريت كحال العديد من العبيد في أميركا، واختلف المؤرخين في أدق التقديرات.
وصلت مودستي جدة توبمان لأمها إلى أميركا على متن سفينة الرقيق من أفريقيا. وقيل لتوبمان في طفولتها أنها تنتمي إلى سلالة أشانتي (ما تعرف بغانا اليوم)على الرغم من عدم وجود أدلة لتثبت أو تنفي هذا الإدعاء.
كانت والدة توبمان طباخة عند عائلة بروديس، وكان والدها روس حطاب ماهر يشتغل في تقطيع الأخشاب في المزرعة، وتزوجوا في عام 1808 تقريباً، وكان لهم تسعة من الأولاد بحسب سجلات المحكمة.
ناضلت هاريت الأم للمحافظة على لم شمل العائلة بينما حاولت العبودية تشتيتها. فقد باع إدوارد بروديس ثلاثة من بناتها، وفرقهم عن العائلة إلى الأبد. وعندما قدم تاجر من جورجيا إلى بروديس من أجل شراء موسى أصغر الأبناء، قامت والدته بوضعه بمخبأ لمدة شهر بمساعد العبيد الآخرين والسود الأحرار في المجتمع، حتى أنها واجهت مالكها بأمر البيع ذات مرة. وفي النهاية جاء التاجر وبروديس إلى مكان العبيد لانتزاع الطفل، فأخبرتهم الأم: «أنتم هنا من أجل ابني، لكني سأفتح رأس أول رجل يدخل إلى بيتي» تراجع المالك وتخلى عن فكرة البيع.
يقول كتاب السيرة أن هذا الحدث قد ألهم هاريت توبمان إيمانها في إمكانية المقاومة وكبرت على هذا الحلم الذي حولته الى حقيقة بفضل شجاعتها وايمانها بنفسها.
وعرفت هاريت توبمان الابنة فيما بعد كناشطة سياسية أميركية في مجال إلغاء العبودية وعقوبة الإعدام، حيث هربت في سن مبكرة من العبودية.
وترأست هاريت عمليات خطيرة لتحرير العبيد وإنقاذهم من ملاكهم باستعمال شبكة من النشطاء والبيوت الآمنة وسكك حديدية سرية.
وخاطرت بحياتها في مساعدة العبيد الآخرين وساعدت نحو 70 شخصا على الفرار إلى الشمال، قبل أن يتم حظر العبودية.
وخلال الحرب الأهلية الأميركية، عملت توبمان كممرضة وأصبحت فيما بعد أول سيدة على الإطلاق تقود هجوما مسلحا خلال الحرب الأهلية الأميركية.
للقصة أوراق قديمة:
في عام 2016 قرر الرئيس الأسبق باراك أوباما أن تحل توبمان محل أندرو جاكسون في عملة الـ20 دولارا، ما أدى إلى الاحتفال بفكرة تكريم «العبد الهارب» على رئيس مالك العبيد، كما قالت صحيفة الجارديان في ذلك الوقت.
لكن دونالد ترامب، الرئيس الأميركي السابق رفض هذا المقترح، ووضع صورة لأندرو جاكسون في المكتب البيضاوي.
ومن المنتظر أن تقوم وزارة الخزانة الأميركية بإصدار أوراق نقدية جديدة، من صنف عشرين دولارا وتظهر عليها صورة الناشطة السمراء البشرة «هاريت تابمان» فتكون بذلك أول امرأة تطبع صورتها على الأوراق النقدية للعملة الأميركية.
وكان قد أعلن وزير الخزانة الأميركي جاك ليو أن الورقة النقدية التي ستصدر قريبا ستحمل صورة هاريت توبمان، لينهي بذلك حالة من الانتظار امتدت لخمس سنوات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة