اختلافنا عن المشاهير يعفينا من الزيف وهو الذي يميزنا

احلام يوسف

هل اقدم احدنا على سؤال نفسه عن السبب وراء اجماع العالم كله على محبة الاطفال؟ لانهم حقيقيون، انقياء عفويون يتصرفون كما هم لا يحاولون تزييف حقيقتهم او شخصياتهم لا يهمهم ان يشبههم احد بالمشاهير او بنجوم الفن.

كم منا يحاول تزييف شكله وشخصيته؟ سواء عند التقاط صورة او لقاء بأحد لأول مرة، ما السبب الذي يدفعنا للابتعاد عن حقيقتنا ومحاولة رسم صورة مزيفة لشكلنا او شخصيتنا؟ وما الدافع الذي يجعلنا نسعى للتشبه باحد المشاهير وكأن ما لدينا غير كاف لنكون مميزين.

يقول هشام النقاش الباحث بعلم النفس ان الرغبة بان نكون محبوبين تجعل الكثير منا في حالة قلق، والسبب يعود الى الثقة المتزعزعة بالنفس، فمثلا هناك من يتصور ان شكله ليس جميلا كفاية لان يعجب به احد وبالتالي يحاول ان يلتقط صورا يجري عليها تعديلات وينشرها على انها حقيقته، هناك من يتصور ان شخصيته غير محبوبة، فيحاول التشبه بأحد اخر هو معجب به او يحبه، وهذا يتسبب عادة بمشكلات تزيد من زعزعة الثقة وبالتالي يدخل الشخص في دوامة من الزيف والتصنع قد تؤدي الى خلل نفسي مستقبلا.

وتابع: الاطفال غالبا عندما يكرهون احد فانهم يصرحون بهذا وكذلك عندما يحبون احد ما، لا يخجلون من أي تصرف يقومون به، لكننا احيانا نمسخ شخصياتهم عندما نبالغ بمنعهم من الافصاح عن مشاعرهم، فيتعلمون شيئا فشيئا كتم ما بدواخلهم واظهار عكس ما يضمرونه، ومن دون ان نعي خطورة ما نفعله معهم وتأثيره عليهم. علينا ان نتعلم قدر الامكان ان نكون عفويين في الاقل مع الاصدقاء المقربين، فالغرباء لسنا ملزمين ان نكون على طبيعتنا معهم، مع ان الانسان العفوي والطبيعي غالبا ما يجذب الاخرين اليه، وغالبا ما يكون محبوبا.

احدى السيدات كانت مهووسة بالفنانة نجوى كرم بسبب الشبه الواضح بينهما تقول: في فترة معينة اصبح هاجسي الوحيد ان اعزز الشبه بيني وبين المطربة نجوى كرم، فصرت اتابع اخبارها بشغف لأتعرف على  تسريحة شعرها الجديدة وملابسها وصدقي او لا تصدقي، في احدى اغانيها ارتدت اكثر من زي، واعجبت به كثيرا فذهبت الى السوق في اليوم التالي واشتريت قماشا ومباشرة توجهت الى الخياطة لتخيط لي ثلاثة ازياء طبق الاصل لما ارتدته نجوى كرم في الاغنية وكنت سعيدة جدا وفي فترة معينة احسست اني مسخت شخصيتي، لكن عندما تعرفت على زوجي، تغيرت تماما، لأنه عزز ثقتي بنفسي وباني اجمل منها واكثر تميزا عنها، وبان علي ان افرح باختلافي عنها وليس بشبهي بها.

الثقة بالنفس تبنى عليها شخصياتنا، ان نتشبه بأحد المشاهير في فترة المراهقة تحديدا يمكن ان يكون امرا طبيعيا، لكن علينا ان نتخلص من هذا الهوس، ونركز على ان اختلافنا عن الاخرين ما يميزنا عنهم وما يجعلنا متفردين.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة