صدمة في الأسواق العالمية مع تصاعد توترات المنطقة

وسط تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية ومقتل سليماني

الصباح الجديد ـ وكالات:
تراجعت أسواق المال الكبرى في العالم، بعد الإعلان عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية في بغداد، ووسط تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، ما أثار مخاوف من نزاع في المنطقة الغنية بالنفط.
وتجاهلت الأسواق الآمنة والخطرة على حد سواء مراقبة التطورات الاقتصادية أو التجارية في سبيل التركيز على الأوضاع السياسية، إذ تفاقم الوضع السياسي أمس بعد الإعلان عن مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري في إيران قاسم سليماني على خلفية غارة جوية نفذتها الولايات المتحدة على مطار بغداد.
في بورصة نيويورك، انخفضت مؤشرات «وول ستريت» بشكل حاد، وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 1.3% أو 360 نقطة، كما انخفض مؤشري «ستاندرد آند بورز 500» و»ناسداك» بنسبة 1.3% و1.5% على الترتيب، قبل أن تعود وتقلص المؤشرات الثلاثة جزء من خسائرها في وقت لاحق من التداولات.
وتراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لآجل 10 سنوات إلى 1.811% كما هبط العائد على ديون الحكومة الألمانية لنفس الآجل إلى -0.294%، وفي التوقيت نفسه، سجل العائد على سندات الحكومة البريطانية مستحقة السداد بعد 10 سنوات انخفاضاً إلى 0.723% كما هبط العائد على سندات الحكومة الإيطالية لآجل 10 سنوات إلى 1.341%.
وكانت مؤشرات الأسهم الأميركية قد ارتفعت لمستويات قياسية جديدة في ختام تعاملات أولى جلسات العام الجديد أول أمس الخميس، ليربح «داو جونز» أكثر من 330 نقطة مع التفاؤل بشأن اقتراب توقيع الصفقة التجارية الجزئية. وقادت أسهم شركات الرقائق مكاسب «وول ستريت»، كما ارتفع سهم «أبل» بأكثر من 2% ليتصدر صعود المؤشر الصناعي «داو جونز».
وفي تعاملات الأسواق الأوروبية، انخفضت بورصة لندن بنسبة 0,42% وخسرت بورصة باريس بنسبة 0,52% بينما انخفضت بورصة فرانكفورت بنسبة 1,50%، وسجلت بورصة هونج كونج انخفاضاً بنسبة 0,3%، وشنغهاي 0,1%، وسنغافورة 0,7%، وبومباي 0,5%، إلا أن بورصات سيدني وسيؤول وولينغتون ومانيلا وتايبيه حققت مكاسب.
وقال المحلل في مجموعة «اكسيتريدرز» ستيفن إينيس: «الأمر أكبر من مجرد صفعة لإيران».
وأضاف «إنه استعراض عدواني للقوة واستفزاز واضح يمكن أن يشعل حرباً جديدة في المنطقة».
وتأتي الأزمة وسط تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بعد أن أعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أن بلاده أنهت الوقف الاختياريّ للتجارب النووية وتجارب الأسلحة الباليستية العابرة للقارات، متوعداً بعمل ضد الولايات المتحدة.
وقال إينيس: «استيقظنا على عالم أقل أماناً مما كان قبل ساعات خصوصاً إذا أضيف هذا إلى التوتر في شبه الجزيرة الكورية».
وكانت شركات الطاقة في المنطقة هي الرابح الأكبر، إذ ارتفعت أسهم شركة سانتوز بأكثر من 2% في سيدني، بينما ارتفعت أسهم بتروتشاينا المدرجة في بورصة هونج كونج، بنسبة 2,8%.
وقال ستيين لونغ من بنك ميزوهو: «المستثمرون قلقون من أن الوضع في إيران سيتدهور بسبب احتمال الرد الإيراني المحتمل والناس يرغبون في خفض المخاطر قبل عطلة نهاية الأسبوع».
وتراجعت عوائد السندات الحكومية بأنحاء منطقة اليورو، ونزلت عائدات السندات الاتحادية الألمانية لأجل عشر سنوات، وهي من الملاذات الآمنة، لأدنى مستوياتها في عامين، وبلغت عوائد السندات الإسبانية أقل مستوى في خمسة أسابيع، وهبطت تكاليف الاقتراض في إيطاليا عشر نقاط أساس تقريباً.
ونزلت عوائد السندات الألمانية، التي تعتبر واحدة من أكثر الأصول أماناً في العالم، بشكل حاد عبر شتى آجال الاستحقاق.
وهبطت عوائد السندات الاتحادية لأجل عشر سنوات سبع نقاط أساس إلى أدنى مستوى في أسبوعين عند -0.29 بالمئة، لتقل بواقع 13 نقطة أساس عن أعلى مستوياتها في سبعة أشهر الذي بلغته قبل يوم فقط.
وفي سائر منطقة اليورو، هبطت عائدات السندات لأجل عشر سنوات بين ست وتسع نقاط أساس. وبلغت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع عند نحو 1.81 بالمئة.
ونزلت عائدات السندات الإسبانية لأجل عشر سنوات سبع نقاط أساس إلى 0.38%.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة