الكتاب ما زال خير جليس

أحلام يوسف
يقول المتنبي في احد ابيات شعره “خير جليس في الزمان كتاب”، والذي تحول فيما بعد الى مثل في الوقت الحاضر هناك الكثير وقفوا بالضد من الجملة، فبرأيهم هناك العديد من الوسائل التي يمكن ان تكون جليسا للشخص، يستفيد ويتعلم ويستمتع معها.
ما هي الوسائل التي يمكن ان تضاهي متعة قراءة الكتاب؟ وما المستجدات التي طرأت مؤخرا في هذا الشأن؟
مؤيد عبد الناصر يقول ان متعة الكتاب ما زالت حاضرة، حتى مع دخول الألعاب التكنلوجية المتعددة وأضاف: انا بعمر السادسة والعشرين، لدي العديد من الهوايات، والوسائل الترفيهية، منها الرياضة والبلاي ستيشن والعاب الهاتف وعلى رأسها لعبة البوبجي، لكن عندما اود الاختلاء الى نفسي، عندما ابحث عن السكينة والمتعة في الوقت نفسه، الجأ الى الكتاب، تعلمت ان احبه، وان اعي قيمته بفضل والديّ، فمنذ اول لحظة بدأت اعي الأشياء حولي، وجدت صورتهم اقترنت بالكتاب.
الأهل يلعبون دورا مهما بشأن اقبال أبنائهم على القراءة، فالمشكلة الأساس هي ان العديد من الإباء والامهات تزوجوا وأنجبوا قبل ان يكتمل نضجهم الفكري.
تجد نهار طه الباحثة بعلم الاجتماع، ان الكتاب سيظل خير جليس لأي شخص، وتقول: الكتاب وتحديدا الورقي يبقى الجليس الأول من حيث الأهمية بالنسبة للعديد من الأشخاص، اذ لا يتأثر بالكهرباء وانقطاعات الانترنت، وليس لقراءته وقت معين، على عكس الأشياء الأخرى التي يمكن ان يكون الشخص قد استبدل الكتاب بها هذه الأيام، كأن يكون الكتاب الالكتروني، او الألعاب الالكترونية، فكل هذه يمكن ان تتأثر بجودة الانترنت، وفي العراق على وجه الخصوص، فالإنترنت ينقطع عن عدد من البيوتات عند انقطاع التيار الكهربائي، وهناك من ينقطع عنهم بعد تخطيهم عتبة دارهم، لذا فانا اجد ان الكتاب الورقي، متعة لا تحدد بوقت او ظرف، فهي متاحة في كل الأوقات.
وتتابع: أهمية الكتاب لدى الشخص تربية، او تعويد. فيما مضى كان هناك معلمون في مدارس ابتدائية يحثون طلبتهم على قراءة مجلات الأطفال مثل مجلتي والمزمار. كانت معلمة العربي لمرحلة الخامس في مدرستي الابتدائية تحثنا على قراءة بعض القصص المصورة، وتطلب ان نكتب انشاء عنها. هناك أمهات واباء يفعلون المثل مع أبنائهم بمراحل عمرية متعددة، كأن يقترحون عليهم قراءة كتاب سواء رواية، ام كتاب بعلم الاجتماع وغيرها، ويطلبون منهم ملخصا وبحجج متعددة، مثلا ليس لدي وقت لقراءته او اود ان اعرف قدرتك على التلخيص، ويمكن ان يشجع الابن او البنت بهدية، خاصة ان كانوا بأعمار صغيرة.
الأهل والمدرسة، هما أساس تكوين شخصية الفرد، فان كنا حريصين على ان يكون ابناؤنا صالحين، علينا ان نتعلم أسس التربية الصحيحة واهمها التشجيع على القراءة والتعلم والبحث عن اليقين حتى في بعض الحقائق المشوشة، ولا يورثوا عن أهلهم أفكارهم بحذافيرها.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة