ومضات

كاظم ناصر السعدي
(1)
في حانة الشجن البعيدة
عن صخب الكؤوس
أجلس وحدي متأمّلاً ذاتي
كي أعرفني
ما يقلقني انني للآن
لم أعثر على وجهي
في مرآة النهر
(2)
عمري المراق في صحراء الانتظار
خسارات يافعة
كيف أقيم علاقة نقيّة مع الرمال
وأنا أشرب عطش الجفاف؟
(3)
يوماً بعد آخر
تضيق فسحة الأمل
زهرة قلبي يعتريها الذبول
وهج الحلم يخبو في أغنيتي
ربيع الجمال لم يمنح خميلتي سطوعَهُ
لم يُلبس روحي قميصهُ الأخضر
كم تمنّيتُ أن تُلَوَّنَ بهجتهُ أيامي
ماذا أفعل والخريف يتربّص بي ؟
(4)
في لؤلؤة المعنى
أسئلة كثيرة
ترتعشُ قلقاً
ما أن أحفر الأفكار
بحثاً عن اليقين
حتى أرتطم باللغز المبهم
(5)
بمشط الصباح
أسرّحُ ضوء قرنفلتي
في حديقة الأمل
(6)
حين لا تبتسم زهرة الفجر في قلبه
يترك الحزن رائحته على قيثارته
لا جدوى الانتظار
يسدل ستارته على نافذة أحلامه
(7)
كي لا يعترها اليباس
وتأكلها نار الحَسَرات
شجرة الروح
تقيم علاقة حميمة مع النهر
(8)
الزمن الرَّديء
يَرَشُّ وجوهنا البريئة
بسموم وحشّيته
ينشر عتمته في سماء العذوبة
قبحهُ الفاحش
يَدسُّ أَنفهُ في جَنائن الزهور
(9)
شرور هذا العالم
تُنذر بخريفٍ قاتم
بوحشيّته
يجتاح ربيع الجمال
هل بغير المحبّة
تورق أشجار الحياة ؟
(10)
ضجيجُ الذاكرة
يثير غبار أيامي
إصبع الألم
تُشير إلى شجرةٍ
مثقلةٍ بالخريف
(11)
الخريف . . .
حَفَرَ تجاعيد الغياب في وجهي
عَرّى شجرتي من أحلامها
أخشى أن يقطع صلتي
بربيع المعنى
فيصير حضوري باهتاً

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة