الدوباس تدمر عشرات الدونمات المزروعة بالنخيل والحمضيات وسط وجنوب البلاد

الزراعة النيابية: خاطبنا وزير الزراعة قبل شهر ولم يستجب حتى الان

بغداد ـ الصباح الجديد:
تواصلت للأسبوع الثاني على التوالي، مناشدات أصحاب بساتين النخيل والحمضيات في العراق لوزارة الزراعة من أجل التدخل لمكافحة انتشار حشرات وأمراض دمرت عشرات الدوانم الزراعية في محافظات كربلاء والبصرة وبابل وميسان.
وقال عضو اتحاد الفلاحين في العراق، ماجد المنصوري، في تصريح صحفي، إن “عشرات بساتين النخيل والحمضيات هلكت بفعل حشرة الدوباس التي ضربت مناطق عدة وتسببت بخسائر كبيرة” لافتا الى ان “الحشرة أتت على مساحات واسعة، وهناك معالجات تجري من قبل الفلاحين لكنها غير مجدية، ويجب تدخل الطائرات لرش المبيد قبل تيبّس النخيل، ووزارة الزراعة لم تتدخل حتى الآن بشكل فاعل”.
وتعد مدينة الحسينية في كربلاء من أكبر مناطق العراق تضررا، وقال عضو مجلسها المحلي، أحمد العبادي، إن “الحشرة ضربت سابقا دولا عربية عدة، لكنهم استطاعوا مكافحتها، ونحن ما زلنا ننتظر تحرك الحكومة.

الخسائر كبيرة، والنخلة التي تصاب تصعب معالجتها، وهي خسارة وطنية، حتى وإن كانت البساتين مملوكة لمواطنين».
وأوضح رئيس لجنة الزراعة النيابية، سلام الشمري، في تصريح صحفي، أن «وزارة الزراعة لديها سبع طائرات زراعية، والفلاح ينتظر من الوزارة التحرك لأنه في أمس الحاجة إلى استخدام هذه الطائرات لمكافحة حشرة الدوباس التي انتشرت في بساتين جنوب بغداد والفرات الأوسط والمحافظات الجنوبية، وهذه الحشرة تتسبب بأضرار اقتصادية للبلاد، وأرسلنا خطابا رسميا قبل أكثر من شهر إلى وزير الزراعة من أجل توفير الطائرات، لكن لم يستجب لنا حتى الآن».
وأضاف، أن «على الحكومة الإسراع في توفير الطائرات الخاصة بمكافحة الآفات للمساعدة في حملة مكافحة حشرة الدوباس في مزارع النخيل في الوسط والجنوب، لأنه لا يمكن للفلاح معالجة الآفة وحده».
وسجل ظهور حشرة الدوباس في العراق لأول مرة عام 1922، ضمن وباء شمل عدة دول، أبرزها فلسطين والأردن وسورية واليمن وإيران ودول الخليج العربي، وتم التعامل معها بطرق بدائية، بينها استخدام النيكوتين والطين والدخان، لكنها عادت مجددا إلى العراق في 1964، وتمت مكافحتها بالطائرات الزراعية بعدما تسببت بخسائر كبيرة في الثروة الزراعية العراقية.
وتتسبب الحشرة بأضرار مباشرة للنخيل نتيجة التهامها للعصارة النباتية في الأجزاء الخضراء، كالخوص والجريد والعذوق والثمار، خلال فترة الربيع والخريف، وهو ما يؤدي إلى تلف طلع النخيل، وفي حالات كثيرة موت النخلة ، كما تسبب الحشرة أضراراً بالغة لأشجار الفواكه والحمضيات.
وأكد المهندس الزراعي خالد الراوي أن «الحكومة تتحمل مسؤولية انتشار حشرة الدوباس وغيرها بسبب التأخر في العلاج بحجة عدم توفر الإمكانيات، وهناك انتشار لحشرات أخرى، بينها الحميرة وآفة غبار العنكبوت، وغالبا ما تكون للمبيدات نتائج سلبية على البيئة في حال استخدمت من قبل الفلاحين».
وقال أحمد الفضلي، وهو أحد أصحاب بساتين النخيل في جنوب بغداد، إنه «بالإمكان رؤية بيوض الحشرة ويرقاتها وهي تنتشر بين ثنايا النخلة، وحجم إصابة بستاني كبيرة، وهناك الكثير من البيض والحشرات على سعف النخيل والعذوق»، مبينا أنه مع عماله حاولوا المعالجة لكنهم لم يحققوا نتائج مرضية بسبب انعدام الوسائل التي تسهل الوصول إلى كل النخيل في وقت واحد.


مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة